
في كلمات قليلة
اختتام جولة برنامج "الأفواه الكبيرة" بحلقة استثنائية أمام الجمعية الوطنية شهدت مشادة حادة بين زعيم اليسار جان لوك ميلانشون والمحللة فلورا غيبالي، التي اتهمته بالتحيز الجنسي.
باريس، فرنسا - اختتم برنامج النقاش الفرنسي الشهير "Les Grandes Gueules" (الأفواه الكبيرة)، الذي يُبث على قناتي RMC و RMC Story، جولته الاحتفالية بمرور عشرين عاماً على انطلاقه بحلقة أخيرة مثيرة للجدل. ولأول مرة، تم نقل استوديو البرنامج إلى موقع استثنائي أمام مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية، واستضافت الحلقة أبرز الشخصيات في المشهد السياسي الفرنسي: وزير العدل جيرالد دارمانان، وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، ورئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان.
بدأت الحلقة بدخول الوزير جيرالد دارمانان، الذي استقبله الجمهور بالتصفيق. وقد حافظ دارمانان على رباطة جأشه خلال المقابلة، حتى عندما طرح أسئلة شائكة حول بناء السجون، حيث أجاب الجمهور الحاضر بشكل مفاجئ بالإيجاب على سؤاله: "من يريد سجناً بجوار منزله؟".
لكن التوتر بلغ ذروته مع دخول جان لوك ميلانشون، زعيم حركة "فرنسا الأبية". فبعد تبادل تحية ودية خلف الكواليس مع دارمانان المغادر، واجه ميلانشون نقداً لاذعاً على الهواء من المحللة فلورا غيبالي. حيث سردت غيبالي قائمة بالأسباب التي تجعل، في رأيها، "من المستحيل أن يكون المرء يسارياً ويدعم" ميلانشون في الوقت نفسه. رد فعل ميلانشون كان غاضباً وفورياً.
اندفع ميلانشون قائلاً: «لقد كنت مهذباً حتى الآن، لذا تجنبي إهانة الناس! أنتِ مجرد مرشحة سابقة في قائمة "أوروبا البيئة الخضر" وجدتِ فرصة للهجوم عليّ!». واللافت أنه وجه كلامه إلى المذيع، أوليفييه تروشوه، متجاهلاً المحللة التي وجهت له النقد.
بعد انتهاء الحلقة، وصفت غيبالي سلوك ميلانشون بأنه "مسيء جداً" و"ينطوي على تحيز جنسي" (sexiste). وأوضحت: «لقد طلب من أوليفييه تروشوه أن يتحكم في كلامي وألا يسمح لي بقول ما أريد. لم يكن ليقول ذلك لو كان تشارلز أو ديدييه (المحللين الذكور) مكاني».
وعند مغادرته، عبّر ميلانشون عن غضبه من المشادة، موجهاً كلامه إلى طاقم البرنامج: «من المقرف فعل ذلك!».
في هذه الأثناء، وصلت مارين لوبان، رئيسة حزب التجمع الوطني، لكنها فاتت ميلانشون بفارق دقائق قليلة. ظهرت لوبان في جو أكثر هدوءاً، حيث حظيت تأكيداً من بعض المحللين لآرائها.
وعلى صعيد آخر، حظيت المحللة والمدرسة باربرا لوفيفر بترحيب كبير من الجمهور والمشاهدين، حتى أن المذيع آلان مارشال وصفها بـ "الملكة باربرا" (Queen Barbara) نظراً لمواقفها القوية والواضحة. وأكد مديرو البرنامج أن نجاح "الأفواه الكبيرة" يكمن في "القرب من الجمهور" و"مشاركة الآراء" وتقديم منبر لجميع القوى الجمهورية في البلاد.