موقع إخباري مزيف مولد بالذكاء الاصطناعي يتدخل في النقاشات حول الأحكام القضائية في فرنسا

موقع إخباري مزيف مولد بالذكاء الاصطناعي يتدخل في النقاشات حول الأحكام القضائية في فرنسا

في كلمات قليلة

استخدم نائب في البرلمان الفرنسي بيانات حول العودة للجريمة، يُعتقد أنها مأخوذة من موقع مزيف تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، خلال نقاش حول إصلاح العدالة الجنائية. يسلط الحادث الضوء على خطر انتشار التضليل الذي يولده الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يؤثر على النقاش السياسي.


شهد النقاش حول إصلاحات العدالة الجنائية في #فرنسا تطوراً غير متوقع بعد أن استشهد أحد البرلمانيين بإحصاءات يبدو أنها مصدرها موقع إخباري مزيف تم إنشاؤه بواسطة #الذكاء_الاصطناعي. يسلط هذا الحادث الضوء على المشكلة المتزايدة لانتشار #التضليل في العصر الرقمي.

احتدم الجدل حول الحاجة إلى تشديد العقوبات، وخاصة إمكانية إلغاء ما يُعرف بـ "#الأحكام_المعلقة" (sursis)، عقب الاضطرابات الأخيرة. اقترح وزير العدل جيرالد دارمانين استبدال الأحكام المعلقة بعقوبات سجن دنيا لجعل النظام القضائي أكثر صرامة.

من ناحية أخرى، ينتقد السياسيون اليساريون هذه الفكرة ووصفوها بأنها شعبوية. صرح النائب مانويل بومبارد من حزب "فرنسا الأبية" أن الأحكام المعلقة أقل تسبباً في #العودة_للجريمة (الانتكاس) مقارنة بعقوبة السجن النافذة. وذكر أرقاماً تفيد بأن معدل #العودة_للجريمة بعد قضاء عقوبة سجن نافذة يبلغ حوالي 60٪، بينما ينخفض إلى 34٪ عند تطبيق الأحكام المعلقة.

بالتحقق من الأمر، تبين أن الادعاء الأول صحيح: فوفقاً لبيانات وزارة العدل الفرنسية الصادرة في ديسمبر 2024، فإن 63% من السجناء الذين تم إطلاق سراحهم في عام 2016 عادوا لارتكاب جرائم خلال خمس سنوات. كما تظهر بيانات أحدث مستويات عالية من #العودة_للجريمة بين السجناء السابقين.

أما الرقم الثاني الذي ذكره بومبارد، وهو معدل #العودة_للجريمة بنسبة 34٪ بعد الحكم المعلق، فلا يمكن العثور عليه في أي دراسات رسمية حديثة للوزارة. عندما طُلب من النائب تقديم مصدر معلوماته، أرسل لقطة شاشة لنص من موقع يزعم أنه يستشهد بدراسة لوزارة العدل للفترة 2015-2020، لكن الدراسة الحقيقية للوزارة للفترة 2016-2021 لا تحتوي على هذه البيانات ولا تتبع مصير الأشخاص الذين صدرت بحقهم أحكام معلقة.

كشف تحليل دقيق للموقع الذي تم أخذ المعلومات منه عن سمات تشير بقوة إلى أنه موقع مزيف، ومن المحتمل أنه تم إنشاؤه بواسطة #الذكاء_الاصطناعي. تشمل السمات المشبوهة:

  • جميع المقالات منشورة بواسطة شخص واحد لا يبدو أنه موجود بالفعل.
  • توقيت وتواريخ النشر أحياناً لا تتوافق مع ساعات عمل غرف الأخبار الفرنسية المعتادة.
  • لا يوجد قسم للتعريف بالموقع.
  • الأقسام المختلفة متكررة وغير مترابطة بشكل جيد (مثل "قانون"، "قانوني"، "محامي").
  • رابط "الإشعارات القانونية" في أسفل الصفحة لا يعمل.
  • الصور التوضيحية للمقالات تم توليدها بواسطة #الذكاء_الاصطناعي.
  • تم إنشاء الموقع منذ حوالي عامين، بالتزامن مع ظهور أدوات #الذكاء_الاصطناعي التوليدية الأولى.
  • والأهم من ذلك: المعلومات المحددة المذكورة في المقال (مثل استطلاع للرأي بين القضاة أو اقتباسات من تقرير رسمي) لا يمكن العثور عليها في مصادر أخرى موثوقة.

على الرغم من عدم موثوقيته، يتم فهرسة هذا الموقع بشكل جيد في محركات البحث، بما في ذلك جوجل، وقد يظهر في النتائج الأولى عند البحث عن معدلات #العودة_للجريمة المرتبطة بالأحكام المعلقة. يوضح هذا مدى سهولة أن تصل المعلومات المزيفة، التي تم إنشاؤها بواسطة #الذكاء_الاصطناعي، إلى النقاش العام وحتى تؤثر على النقاشات السياسية، حتى لو كان النائب قد استشهد بها بحسن نية.

أقر مانويل بومبارد نفسه بأن "تكاثر المواقع من هذا النوع يمكن أن يكون مشكلة لأن المعلومات قد لا تكون موثوقة بما يكفي"، لكنه دافع عن موقفه مشيراً إلى أن ادعاءه الرئيسي يتوافق مع دراسات أقدم. استشهد ببيانات من أبحاث أجراها الباحث بيير-فيكتور تورنييه (عام 2005) ووزارة العدل (عام 2010)، والتي أظهرت بالفعل معدلات #العودة_للجريمة أقل بكثير بين الذين حصلوا على أحكام معلقة مقارنة بالذين قضوا عقوبات سجن نافذة. ومع ذلك، تعود هذه البيانات إلى 20 أو 30 عاماً مضت، وقد تغيرت قواعد الأحكام المعلقة منذ ذلك الحين، كما ارتفع المعدل العام للعودة للجريمة بنحو 15 نقطة مئوية خلال الثلاثين عاماً الماضية.

وهكذا، يثير هذا الحادث أسئلة مهمة ليس فقط حول موثوقية مصادر المعلومات في عصر #الذكاء_الاصطناعي، ولكن أيضاً حول مدى ملاءمة البيانات الإحصائية القديمة للواقع القانوني المعاصر.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.