
في كلمات قليلة
انتقد السياسي الفرنسي جان لوك ميلونشون بشدة تقريراً استخباراتياً حول جماعة "الإخوان المسلمون"*، واصفاً إياه بـ "أداة كارثية" ومقارناً الاهتمام به بنظريات "المؤامرة اليهودية" في الثلاثينات. واتهم ميلونشون اليمين الوسط باستغلال التقرير لتعزيز الإسلاموفوبيا وكسب أصوات اليمين المتطرف.
هاجم جان لوك ميلونشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، بشدة تقريراً استخباراتياً فرنسياً حول جماعة "الإخوان المسلمون"*. وقارن الاهتمام الذي يحظى به التقرير بنظريات "المؤامرة اليهودية" التي سادت في الثلاثينات من القرن الماضي، واصفاً الأمر بـ "الزبونية الانتخابية الإسلاموفوبية".
جاء هجوم ميلونشون بعد يوم من ترؤس الرئيس إيمانويل ماكرون لاجتماع مجلس الدفاع لمناقشة التقرير المكون من 73 صفحة. وكان ميلونشون قد انتقد في وقت سابق عقد هذا الاجتماع، معتبراً أنه "يشرعن النظريات الهذيانية".
في تدوينة طويلة على مدونته، اتهم السياسي "يمين الوسط" والمحيط السياسي والإعلامي بـ "تحويل الإسلاموفوبيا إلى قضية دولة تحت ذريعة 'الإخوان المسلمون'*". وقال ميلونشون حرفياً: "بعد 'المؤامرة اليهودية' في الثلاثينات، ها هي 'المؤامرة المسلمة'"، مقارناً بذلك العداء الشديد والمعمم لليهود قبل قرن من الزمان بالصراع الحالي للدولة ضد الإسلاموية.
بينما تعاملت شريحة واسعة من الطيف السياسي الفرنسي، من الوسط إلى اليمين والتجمع الوطني، مع التقرير بجدية بالغة، أكد ميلونشون أنه "لا يؤمن بالخيالات المؤامراتية". ووصف التقرير بأنه "أداة كارثية"، معتبراً أن هذا التقييم للنفوذ المتزايد للجماعة هو مجرد "زبونية انتخابية إسلاموفوبية موجهة نحو اليمين المتطرف"، والتي يرى أنها "تعرض البلاد للخطر".
وأضاف زعيم "فرنسا الأبية": "اليمين المتطرف يشق طريقه عندما تلوث شعاراته وأوهامه المجال السياسي بأكمله". كما شدد على أن "ملايين الناس يشعرون بالاشمئزاز لرؤية دينهم يتعرض للاتهام".
على الرغم من أن التقرير قد حظي بموافقة متخصصين في شؤون الجماعة، مثل باحثين مرموقين، يزعم جان لوك ميلونشون أن الوثيقة "لا تقول دائماً ما يُنسب إليها، وما تقوله بالفعل غالباً ما يكون محل جدل كبير بين خبراء الموضوع".
*جماعة محظورة في العديد من الدول وتصنفها بعض الدول كمنظمة إرهابية.