
في كلمات قليلة
وصف النائب الاشتراكي جيروم جيدج زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون بأنه "مُعادٍ للسامية" خلال مؤتمر الحزب الاشتراكي. لاحقاً، أعرب جيدج عن ندمه فقط على استخدام كلمة نابية، لكنه تمسك بتوصيفه لميلانشون كـ"مُعادٍ للسامية"، مما أثار جدلاً سياسياً حاداً.
في تطور يثير الجدل على الساحة السياسية الفرنسية، وصف النائب الاشتراكي جيروم جيدج جان لوك ميلانشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية" (La France insoumise, LFI)، بأنه «مُعادٍ للسامية»، مؤكداً أنه لا يندم على هذا التوصيف.
خلال مؤتمر الحزب الاشتراكي (Parti socialiste, PS) نهاية الأسبوع الماضي، صعد جيدج إلى المنصة ووصف ميلانشون بـ«salopard antisémite»، وهي عبارة تعني تقريباً «نذل مُعادٍ للسامية»، مما قوبل بتصفيق من جزء من الحضور.
بعد يومين، وخلال ظهوره على قناة BFMTV، عبر جيدج، النائب والمتحدث باسم الحزب، عن ندمه على استخدام كلمة «salopard»، قائلاً إنها «لا تتوافق مع المفهوم (الذي لديه) للنقاش السياسي». وأضاف مؤكداً: «الكلمة لم تكن ضرورية، كلمة 'مُعادٍ للسامية' كانت كافية». وبهذه الطريقة، أشار إلى أنه يندم فقط على جزء من تصريحه الذي أثار الجدل.
ورغم تعبيره عن الندم الجزئي، لم يقدم جيروم جيدج اعتذاراً رسمياً لميلانشون أو للمنسق العام لحزب فرنسا الأبية مانويل بومبارد، كما طالبوا. وصف ميلانشون تصريحات جيدج بأنها «غير مقبولة»، وقال على منصة X (تويتر سابقاً) إن «الإهانة والافتراء لا ينبغي أبداً أن تكون أساس العلاقات بين التشكيلات السياسية اليسارية».
برر جيدج تصريحه بالقول إن الكلمة «جاءت هكذا، (...) بدافع ضرورة هزّ (المؤتمر)، حيث كنت أرى بوادر نوع من الخمول، لأن جوهر النقاش كان حول ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في إقامة علاقات مع حزب فرنسا الأبية».
وفي تحدٍ لجيروم جيدج ومن صفّق له، طلب ميلانشون منهم إيجاد عبارة واحدة في كتاباته أو خطاباته على مدى الأربعين عاماً الماضية تتضمن التعبيرات التي ينسبها إليه جيدج. على إثر ذلك، ردّ جيدج على قناة BFMTV مستشهداً بمقال في مدونة قديمة كتبها ميلانشون عندما كان مرشحاً للرئاسة، اعتبره مثيراً للجدل بشكل كبير.
في هذا النص، استخدم ميلانشون عبارات اعتبرها جيدج مثيرة للجدل للغاية. цитата: «نرى بوضوح أن هناك خجلاً يظهر من هذه الأنين. غموض القول هو علامة على التعصب في بيئته. المثير للاهتمام هو رؤيته يتخبط حول الوتد الذي يقيّده به حبل ولاءاته». علق جيدج على ذلك بقوله: «رأيت هنا، لأول مرة، تعبيراً متعمداً عن موقف معادٍ للسامية».
كما انتقد جيروم جيدج «التردد» و«الغموض» و«الضبابية الدائمة» في موقف الأمين الأول لحزبه، أوليفييه فور، بشأن جان لوك ميلانشون. وقال: «السياسة تبدأ بالقيم، وهو مطلب أساسي». ووصف رد فعل فور على قناة France 2 بأنه «حقير» بعدما ساوى بين النائب الاشتراكي وزعيم LFI. وأكد جيدج أن «المشكلة ليست شخصية مع جان لوك ميلانشون، إنها مشكلة يجب أن تهم كل اليسار»، مشيراً إلى أنه كان قبل عشرين عاماً متعاوناً قريباً مع ميلانشون قبل أن ينفصل عنه.