عرض عسكري لترامب في واشنطن يتزامن مع احتفال ملكي بريطاني: هل هو مجرد صدفة؟

عرض عسكري لترامب في واشنطن يتزامن مع احتفال ملكي بريطاني: هل هو مجرد صدفة؟

في كلمات قليلة

يستعدت واشنطن لعرض عسكري ضخم يوم 14 يونيو بمبادرة من دونالد ترامب، وهو الحدث الأول من نوعه منذ عام 1991. ويتزامن هذا العرض مع احتفال المملكة المتحدة التقليدي بـ Trooping the Colour في لندن بمناسبة عيد الميلاد الرسمي للملك تشارلز الثالث، مما يثير تساؤلات حول دلالة هذا التوقيت المشترك.


تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن يوم السبت 14 يونيو لاستضافة عرض عسكري كبير سيشارك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أثار هذا الحدث جدلاً ليس فقط لكونه غير مألوف في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، ولكن أيضاً لتزامنه مع موعد المراسم البريطانية التقليدية "Trooping the Colour" في لندن، وهو العرض العسكري الرسمي الذي يقام احتفالاً بعيد الميلاد الرسمي للملك تشارلز الثالث. فهل هو مجرد صدفة في التقويم أم خطوة متعمدة؟

ستكون لندن وواشنطن محور اهتمام العالم يوم 14 يونيو بسبب تنظيم عرضين عسكريين كبيرين. في المملكة المتحدة، تقام مراسم "Trooping the Colour" سنوياً، وتحديداً في ثاني سبت من شهر يونيو، للاحتفال بعيد الميلاد الرسمي للملك. هذا التاريخ لا يتوافق مع عيد ميلاد الملك الفعلي، الذي سيبلغ 77 عاماً في 14 نوفمبر القادم. لكن التقليد، الذي يعود إلى الملك جورج الثاني (القرن الثامن عشر) الذي ولد أيضاً في نوفمبر، يقضي بالاحتفال العلني بعيد ميلاد الملك في يونيو، عندما يكون الطقس مشمساً ومناسباً للاحتفالات في الهواء الطلق. وبهذه المناسبة، تجتمع العائلة المالكة في قصر باكنغهام لتحية الجماهير من الشرفة.

في المقابل، لم تنظم الولايات المتحدة أي عروض عسكرية كبرى في الشوارع منذ العرض الذي احتفل بنهاية حرب الخليج عام 1991. فلماذا يقام هذا الحدث الآن؟ ولماذا يتزامن مع "Trooping the Colour"؟ من المعروف أن دونالد ترامب كان يحلم بإقامة عرض بهذا الحجم على الأراضي الأمريكية منذ مشاركته في عرض يوم الباستيل في فرنسا عام 2017.

رسمياً، أعلن الرئيس الأمريكي أنه اختار هذا التاريخ لعرضه للاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي. لكن معارضيه السياسيين سرعان ما لاحظوا أن هذا الحدث يقع في يوم عيد ميلاده التاسع والسبعين.

تتساءل بعض وسائل الإعلام: "هل يحاول دونالد ترامب تقليد تشارلز الثالث؟" فرغم تأكيده أن فرنسا ألهمته بعرض 14 يوليو، إلا أنه عبر أيضاً عن إعجابه بالعائلة المالكة البريطانية والملك تشارلز الثالث. كما تشير مصادر متعددة إلى أن ترامب وابنته إيفانكا طالما رغبا في تجسيد فكرة "عائلة مالكة أمريكية".

في الواقع، من المتوقع أن يكون العرضان مختلفين تماماً: ففي بريطانيا، ستركز مراسم "Trooping the Colour" على الاستمرارية والبروتوكول والانضباط العسكري والقواعد الملكية. أما في الولايات المتحدة، فسيشكل عرض دونالد ترامب "استعراضاً للقوة العسكرية". من المتوقع مشاركة أكثر من 6600 جندي، 50 طائرة، دبابات، قاذفات صواريخ، وعروض موسيقية. وصف الرئيس الحدث بأنه "احتفال لا يُنسى". لكن هذا العرض يواجه اعتراضات من حوالي 200 مجموعة مدنية تندد بـ"السلطوية" و"عسكرة الديمقراطية الأمريكية"، وقد دعت للتظاهر يوم 14 يونيو. رد ترامب على ذلك في 10 يونيو قائلاً: "إذا كانت هناك مظاهرات، فسوف يتم الرد عليها بقوة شديدة، هؤلاء أشخاص يكرهون بلدنا".

في المملكة المتحدة، تخطط منظمة "Republic" المناهضة للملكية للتظاهر على طول مسار العرض الملكي تحت شعار "ليس ملكي" (Not My King).

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.