
في كلمات قليلة
في خضم تفشي وباء الحصبة في الولايات المتحدة، يواصل المرشح الرئاسي روبرت إف. كينيدي جونيور إثارة الجدل بتصريحاته المتناقضة التي تشكك في فعالية اللقاحات، مما يعيق جهود مكافحة المرض ويثير قلق الأوساط الطبية.
تتصاعد المخاوف في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الصحة العامة، في ظل استمرار تفشي وباء الحصبة الذي سجل أكثر من ألف حالة وثلاث وفيات. وفي خضم هذه الأزمة، يواصل المرشح الرئاسي البارز والناشط المثير للجدل، روبرت إف. كينيدي جونيور، إطلاق تصريحات متناقضة تثير الشكوك حول سلامة وفعالية اللقاحات.
تُظهر مواقف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل جون إف. كينيدي، تذبذباً مقلقاً. ففي أبريل الماضي، قام بزيارة إلى ولاية تكساس للقاء عائلتين فقدتا ابنتيهما (6 و 8 سنوات) بسبب مضاعفات الحصبة، علماً بأن الطفلتين لم تكونا قد تلقتا اللقاح. وعقب الزيارة، نشر كينيدي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) رسالة أقر فيها بأن اللقاح هو "الوسيلة الأكثر فعالية لمنع انتشار" الفيروس.
لكن بعد ساعات قليلة، عاد ونشر رسالة أخرى أشاد فيها بطبيبين معروفين بمواقفهما المناهضة للقاحات، واللذين يروجان لعلاجات غير مثبتة علمياً. وفي مقابلة تلفزيونية لاحقة، زعم كينيدي أن اللقاحات التي أثبتت فعاليتها لعقود "تعاني من مشاكل".
تعتبر هذه التصريحات المتضاربة بمثابة إنذار للجسم الطبي في الولايات المتحدة، خاصة وأن البلاد تشهد ارتفاعاً حاداً في حالات الحصبة، لا سيما في ولاية تكساس، حيث سجلت ثلاث وفيات مرتبطة بالمرض حتى أوائل مايو. ويؤكد الأطباء أن التشكيك في اللقاحات في خضم تفشي الوباء يعيق جهود السيطرة على المرض ويهدد صحة المجتمع.
إن مواقف روبرت كينيدي جونيور المناهضة للقاحات ليست جديدة، حيث كان ناشطاً بارزاً في هذا المجال قبل ترشحه للرئاسة، مما يجعله شخصية مثيرة للجدل بشكل خاص في أي نقاش يتعلق بالصحة العامة والوقاية من الأوبئة.