رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز يعتذر عن فضيحة فساد في حزبه ويؤكد أنه «لم يكن يعلم شيئاً»

رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز يعتذر عن فضيحة فساد في حزبه ويؤكد أنه «لم يكن يعلم شيئاً»

في كلمات قليلة

شهدت إسبانيا فضيحة فساد كبرى طالت الحزب الاشتراكي الحاكم. استقال المسؤول الرفيع في الحزب، سانتوس سيردان، وسط اتهامات بتلقي رشاوى. رئيس الوزراء بيدرو سانشيز قدم اعتذاره وأكد أنه لم يكن على علم بالأعمال غير القانونية.


قدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتذاراً للمواطنين بشأن فضيحة فساد كبيرة هزت الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) الحاكم، مؤكداً أنه «لم يكن يعلم شيئاً» عما يجري. أسفرت الفضيحة عن استقالة سانتوس سيردان، المسؤول الثالث في هيكل الحزب الاشتراكي.

طلب سانشيز من سيردان الاستقالة من جميع مناصبه في الحزب والحكومة عقب نشر تقرير من الحرس المدني الإسباني يورطه في قضية رشاوى متعلقة بعقود عامة.

عبر رئيس الوزراء عن الحاجة إلى «اعتذارات» و«طلب المغفرة» من المواطنين، مؤكداً أن استقالة المسؤول البارز في الحزب كانت «حتمية»، ووعد بإجراء تدقيق خارجي لحسابات الحزب الاشتراكي. بهذه الخطوات، يحاول بيدرو سانشيز، الذي يقود الحكومة، الخروج من أزمة الفساد التي طالت، بعد وزراء سابقين ومستشارين من الدرجة الثانية، أعلى المستويات في الحزب الاشتراكي الذي يتولى أمانته العامة.

كشف التقرير الذي أصدره الحرس المدني، والذي يبلغ نحو 500 صفحة، عن حوارات بين سانتوس سيردان، الذي كان يشغل منصب سكرتير التنظيم في الحزب، والوزير السابق للنقل خوسيه لويس أبالوس، الذي أُقيل في عام 2021 من منصبه الوزاري ومن موقعه في الحزب قبل أن يحل محله سيردان. يتدخل أيضاً مستشار أبالوس والرجل متعدد المهام لديه، كالدو غارسيا، في هذه المحادثات التي تفسرها الشرطة على أنها توزيع «رشاوى» مرتبطة بصفقات عامة.

يشير التقرير إلى أن سيردان كان يدير «تعويضات اقتصادية يُفترض أنها قادمة من Acciona»، وهي شركة هندسة وإنشاءات كبرى. في إحدى الحالات المحددة، قدر المحققون قيمة هذه المدفوعات غير القانونية بـ 620 ألف يورو.

«ما كان ينبغي أن نثق به أبداً، كنت مقتنعاً بنزاهته حتى اليوم»، هكذا صرح سانشيز بعد ظهر اليوم. قاطعت عدة قنوات تلفزيونية برامجها لبث مؤتمره الصحفي مباشرة.

قبل وقت قصير من تدخل رئيس الحكومة، أعلن سيردان استقالته كتابياً بعد اجتماع مع سانشيز، في ورقة خالية من شعار الحزب: «دفاعاً عن هذا الحزب الذي يدين له هذا البلد بالكثير، وعن هذه الحكومة، قررت تقديم استقالتي من جميع مسؤولياتي. كما أقدم استقالتي من مقعدي كنائب». يؤكد سيردان رغبته في تكريس جهوده للدفاع عن نفسه، مصرّاً على براءته.

موضوع الفساد حساس للغاية بالنسبة لبيدرو سانشيز، الذي وصل إلى الحكومة في عام 2018 من خلال إدانة الفضائح التي طالت حزب الشعب (PP، اليمين) الذي كان يتزعمه سلفه ماريانو راخوي. نجح سانشيز حينها في تمرير اقتراح حجب الثقة الوحيد الناجح منذ اعتماد دستور عام 1978. لم يفوت حزب الشعب الفرصة لتذكير بذلك، مستعيداً صوراً من عام 2018 حيث كان سانشيز وأبالوس يتحدثان عن خطر الفضائح المالية على الديمقراطية.

بعد ساعة من تصريح سانشيز، أكد زعيم حزب الشعب ومنافسه في انتخابات 2023، ألبيرتو نونيز فييخو، أن «الفساد هو السمة المميزة لهذه الحكومة، ولذلك يجب أن تتوقف. سانشيز عيّن هؤلاء الأشخاص وجدد ثقته بهم». مشيراً إلى أن التحقيقات تطال أيضاً قضايا أقل خطورة جنائياً ولكنها مثيرة للجدل إعلامياً، تتعلق بزوجة رئيس الحكومة وشقيقه ونائبه السابق ونائبه الحالي، اعتبر فييخو أنه «عندما يُحقق مع زوجة رئيس الحكومة، وشقيق الرئيس، والنائب السابق للرئيس، والنائب الحالي للرئيس، فهذا يعني أن المشكلة في الرئيس نفسه».

استبعد بيدرو سانشيز بوضوح حل البرلمان، معللاً ذلك بأن «إسبانيا بحاجة إلى الاستقرار ومواصلة التحولات». زعيم المعارضة، على العكس، طالب بـ«الدعوة فوراً إلى انتخابات»، لكنه لم يذكر اقتراح حجب الثقة الذي يطالبه به زعيم حزب Vox (اليمين المتطرف) سانتياغو أباسكال. أعلن أباسكال أنه سيختصر زيارته لأمريكا اللاتينية نظراً لـ«خطورة» الوضع. بدلاً من ذلك، دعا فييخو حلفاء الحكومة البرلمانيين، ومعظمهم من الانفصاليين، إلى «التفكير».

ما دامت هذه الأحزاب تحتفظ بدعمها، لا يملك اليمين أي فرصة لإسقاط الحكومة. قال فييخو مخاطباً إياهم: «إذا اختاروا البقاء إلى جانبه، فسينتقلون من حلفاء إلى شركاء. أعلم جيداً أنهم لن يتصرفوا حباً في إسبانيا، فليتصرفوا على الأقل احتراماً لأنفسهم».

لا يبدو أن بقاء سانشيز على رأس الحكومة مهدد على المدى القصير. لكن هذا لا يعني أنه سيتمكن من الحكم بشكل طبيعي. يضطر الاشتراكيون للتفاوض على كل قانون للحصول على أغلبية مؤقتة، والتنازل أحياناً عن أجزاء من السيادة للحلفاء الانفصاليين المزعجين لتمرير نص، وتقديم التزامات لبعضهم تتعارض مع وعود قُطعت لآخرين، أو إدارة اقتصاد عام 2025 بميزانية عام 2023. إذا أراد، كما يقول، إكمال ولايته، فإن مؤلف سيرة سياسية بعنوان «دليل المقاومة» أمامه سنتان أخريان. الضغط، الذي كان قوياً منذ وصوله إلى السلطة، لم يبلغ هذه المستويات من قبل.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.