
في كلمات قليلة
وصف رئيس وزراء فرنسا الأسبق، دومينيك دو فيلبان، المباحثات بشأن أوكرانيا بأنها "مسرحية" واتهم إسرائيل بالتخطيط لـ "ترحيل" سكان غزة، واصفاً ما يحدث بأنه "تطهير عرقي". كما أبدى قلقه إزاء "الانحدار المأساوي" لحزب اليمين الفرنسي "الجمهوريون".
تطرق دومينيك دو فيلبان، رئيس وزراء فرنسا الأسبق ووزير الخارجية السابق، في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية إلى قضايا دولية وداخلية ملحة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والوضع في غزة، والتطورات السياسية في فرنسا.
في تعليقه على الاتصال الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، وصف دو فيلبان ذلك بأنه "مهزلة" و"مسرحية". وأوضح أن كلا من ترامب وبوتين ليسا جادين حقاً في تحقيق تقدم حقيقي. ويرى دو فيلبان أن ما يهم دونالد ترامب هو العلاقة الثنائية مع روسيا والآفاق الاقتصادية الواسعة التي تقدمها الأراضي الروسية، وليس الوضع في أوكرانيا بحد ذاته. أما بالنسبة لفلاديمير بوتين، فلم يغير موقفه "قيد أنملة"، ولا يزال يعتبر انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهديداً وجودياً لبلاده.
كان الوضع في غزة نقطة محورية أخرى في المقابلة. أعرب دومينيك دو فيلبان عن اعتقاده بأن "الهدف السياسي لبنيامين نتنياهو وحكومته هو ترحيل سكان غزة". ووصف ما يحدث بأنه "تطهير عرقي" و"تطهير إقليمي"، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية من الخطة الإسرائيلية ستكون الترحيل. انتقد رئيس الوزراء الأسبق بشدة الدول الأوروبية لتقاعسها، قائلاً إنها "تعرف تماماً" ما يحدث لكنها لا تفعل شيئاً فعالاً، وكأنها تقاتل بـ "سيوف خشبية". ودعا دو فيلبان أوروبا لاتخاذ إجراءات ملموسة: تعليق فوري للاتفاق الأوروبي مع إسرائيل (حيث أن الجزء الأكبر من تجارة إسرائيل يتم مع أوروبا)، فرض حظر توريد أسلحة من جميع الدول الأوروبية، والتقدم بشكل جماعي إلى المحكمة الجنائية الدولية لتقديم الحكومة الإسرائيلية والسلطات العسكرية الرئيسية للمحاكمة. وأكد: "إذا أردنا إيقاف ما يجري اليوم، علينا أن نوضح لإسرائيل أنه سيكون هناك "قبل" و"بعد"".
وعلى الصعيد الداخلي الفرنسي، تحدث دومينيك دو فيلبان عن "انحدار مأساوي" لحزب "الجمهوريون" (LR) بعد انتخاب برونو ريطايو رئيساً جديداً له. قال إن ما كان يُعرف باليمين الجمهوري أصبح الآن "يميناً رجعياً، محافظاً للغاية، هوية، يتسابق مع التجمع الوطني". وأعرب دو فيلبان عن قلقه إزاء اختفاء بعض "الخطوط الحمراء". كما انتقد أداء برونو ريطايو السابق كوزير للداخلية، مشيراً إلى أنه لا يزال ينتظر نتائج عمله، ولا يرى سوى "مبالغات" و"تصريحات" بدلاً من أفعال حقيقية. وخاطب دو فيلبان الزعيم الجديد لـ "الجمهوريين" قائلاً: "سيدي الوزير، إلى العمل! إلى العمل!".