صراع القيادة في حزب "الجمهوريون" الفرنسي: واكييه وريتايو يتنافسان على مستقبل اليمين وتأثيره على قضايا الهجرة

صراع القيادة في حزب "الجمهوريون" الفرنسي: واكييه وريتايو يتنافسان على مستقبل اليمين وتأثيره على قضايا الهجرة

في كلمات قليلة

يتنافس لوران واكييه وبرونو ريتايو على قيادة حزب "الجمهوريون" اليميني في فرنسا. هذه الانتخابات مهمة لتحديد مستقبل الحزب وتوجهاته، وتلقي الضوء على مواقف المرشحين من قضايا حساسة مثل الهجرة.


تستعد فرنسا لحدث سياسي مهم ضمن حزب "الجمهوريون" (LR) اليميني، حيث سيختار أكثر من 121 ألف ناخب من أعضاء الحزب قائدهم الجديد يومي 17 و 18 مايو. يتنافس على هذا المنصب شخصيتان بارزتان: لوران واكييه وبرونو ريتايو. لا يقتصر هذا التنافس على اختيار قائد جديد، بل يحدد أيضاً المسار والاستراتيجية التي سيعتمدها اليمين الفرنسي في الفترة القادمة.

يمثل لوران واكييه، الرئيس السابق لمنطقة أوفيرن-رون-ألب، توجهاً يركز على إظهار قدرة الحزب على تحقيق نتائج مؤثرة حتى وهو خارج السلطة الحكومية. على الجانب الآخر، يرى برونو ريتايو، الذي يشغل حالياً منصب وزير الداخلية، أن العمل السياسي المستقل والبعيد عن الارتباط بالحكومة يمنح الحزب اليميني حرية أكبر.

الزيارات الانتخابية الأخيرة للمرشحين في مختلف أنحاء فرنسا أظهرت الفروقات بينهما، ليس فقط في الأساليب السياسية بل وأيضاً في حجم الحشود التي استقطبوها. ففي إحدى محطات حملتهما في منطقة البيرينيه الأطلسية، نجح برونو ريتايو في جمع أكثر من 500 شخص، بينما استقطب لوران واكييه ما يزيد قليلاً عن مئة شخص في مكان قريب. ومع ذلك، يؤكد المراقبون السياسيون أن هذه الأرقام ليست بالضرورة مؤشراً نهائياً للقوة على مستوى البلاد بأكملها.

تتضمن حملات المرشحين أيضاً لمسات شخصية؛ فبرونو ريتايو يتحدث عن نشأته وعيشه في مزرعة جده. أما لوران واكييه، فيرافقه زوجته شارلوت في العديد من محطات حملته، ويشكرها علناً على دعمها ويطلب من الحضور الترحيب بها بالتصفيق.

من القضايا المحورية التي برزت في الحملة، خصوصاً مع مواقف لوران واكييه، قضية الهجرة. اقتراحه بنقل الأفراد الخطرين الذين صدرت بحقهم أوامر بمغادرة الأراضي الفرنسية (OQTF) إلى مناطق نائية، مثل سان بيير وميكلون، أثار جدلاً واسعاً وأعاد التأكيد على أن ملف السيطرة على تدفقات الهجرة لا يزال في قلب النقاش السياسي الفرنسي.

يسعى كلا المرشحين لكسب ثقة غالبية أعضاء الحزب الذين سيشاركون في التصويت. يأمل المؤيدون أن يتمكن القائد الجديد من إعادة تنشيط الحزب وإحداث تحول عميق فيه بعد فترة صعبة. نتيجة هذه الانتخابات حاسمة في تحديد مستقبل وتوجهات اليمين الفرنسي.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.