
في كلمات قليلة
يدور جدل واسع في فرنسا بشأن تمويل الدولة للثقافة. تُتهم شخصيات سياسية يمينية بتقليص الدعم عن المشاريع الثقافية المرتبطة بالتيار اليساري، بدافع أيديولوجي وليس مجرد دوافع اقتصادية.
تشهد فرنسا جدلاً متصاعداً بشأن طريقة توزيع التمويل الحكومي للثقافة. يزداد عدد السياسيين المحافظين الذين يدعون صراحةً إلى وقف دعم بعض الجمعيات والمشاريع الثقافية، مما يثير قلقاً كبيراً في الأوساط التقدمية.
يطلق المنتقدون على هذا التوجه اسم "التفريط الثقافي" ويتهمون اليمين بأن دوافع خفض الميزانية ما هي إلا ستار لهجوم أيديولوجي على توجهات ثقافية معينة مرتبطة باليسار. يُقال إن سياسيين من اليمين يسعون لاستعادة السيطرة على المشهد الثقافي الذي يعتبرونه مائلاً "يسارياً" بشكل مبالغ فيه.
من الأمثلة البارزة التي تُساق في هذا السياق إلغاء عرض "14.7" في روان، الذي كان مقرراً بمناسبة عيد 14 يوليو. هذا المشروع البصري والصوتي الذي كانت تقدر تكلفته بإحدى عشرة مليون يورو (منها خمسة ملايين من الأموال العامة) لن يُنفذ هذا العام. أعلن المنظمون عن إلغائه، مما أثار نقاشاً واسعاً حول أولويات السياسة الثقافية ودور الدولة في دعم الفنون.
يعكس هذا الوضع انقساماً أيديولوجياً متعمقاً داخل المجتمع الفرنسي، حيث يصبح المجال الثقافي ساحة للصراع بين القوى السياسية المختلفة.