
في كلمات قليلة
يستعد زعيم حزب AUR اليميني المتطرف جورج سيميون لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، بعد تحقيق نتائج قوية في الجولة الأولى. يجد خطابه القومي صدى واسعاً، خاصة في مناطق مثل بوكوفينا القريبة من الحدود الأوكرانية.
تستعد رومانيا للجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية. يبرز جورج سيميون، زعيم حزب "التحالف من أجل اتحاد الرومانيين" (AUR) اليميني المتطرف، كأحد أبرز المرشحين، بعد أدائه القوي في الجولة الأولى.
حقق سيميون بعضاً من أفضل نتائجه في الجولة الأولى تحديداً في منطقة بوكوفينا، القريبة من الحدود الأوكرانية. يشير نجاحه في هذه المنطقة التاريخية إلى تزايد الدعم للأفكار القومية والمتطرفة في البلاد.
في قرية ستراجا، على سبيل المثال، قام دورين باتراوسيان، أحد مؤسسي حزب AUR، بتحويل منزل أجداده إلى متحف، يقع بالقرب من كنيسة أرثوذكسية. كما ينشط في المنطقة إيونيل-كريستينيل بوها، وهو مدرس تاريخ ومسؤول محلي منتخب عن حزب AUR.
منطقة بوكوفينا تتمتع بتاريخ معقد ومتعدد الثقافات. تقع على مفترق طرق بين الثقافات والإمبراطوريات، وكانت في السابق أقصى مقاطعة شرقية للإمبراطورية النمساوية المجرية قبل أن تصبح جزءاً من رومانيا بعد الحرب العالمية الأولى. المدارس المحلية، مثل مدرسة إيون نيستور الثانوية في فيكوفو دي سوس، تستضيف معارض صور تذكر بالحياة في المنطقة بين الحربين العالميتين، وتعكس التعايش بين مجتمعات مختلفة كالرومانيين واليهود والبولنديين والمجريين والأوكرانيين.
اليوم، ومع قربها من منطقة الصراع في أوكرانيا، أصبحت بوكوفينا أرضاً خصبة للخطاب القومي. أفكار سيميون، الذي يقدم نفسه كقائد لموجة "السيادة" التي تتنامى في أوروبا أيضاً، تجد صدى لدى السكان الذين يبحثون عن بديل للسياسة التقليدية ويساورهم القلق بشأن مستقبل البلاد في عالم متغير.
بفضل نتيجته القوية في الجولة الأولى (حوالي 41% من الأصوات)، يمتلك جورج سيميون فرصاً جيدة للفوز في الجولة الثانية، حيث سيواجه المرشح الليبرالي نيكوشور دان، عمدة بوخارست. هذا الاختيار سيحدد ليس فقط مسار السياسة الداخلية لرومانيا، بل أيضاً موقعها على الساحة الدولية، بالنظر إلى آراء زعيم حزب AUR المثيرة للجدل أحياناً بشأن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والقوى العالمية الأخرى.