في كلمات قليلة
تتعرض هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لتهديد بدعوى تشهير من دونالد ترامب بسبب مونتاج مضلل لخطاب له، مما أدى إلى استقالات داخل الهيئة وأثار نقاشات حول حرية الصحافة. دعا المدير العام المستقيل، تيم ديفي، للدفاع عن الصحافة معترفًا بوجود أخطاء تحريرية.
تجد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نفسها في قلب عاصفة بعد أن هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمقاضاتها بتهمة التشهير، وذلك إثر بثها لمقطع فيديو "مضلل" من أحد خطاباته. يأتي هذا التهديد في وقت حرج للمؤسسة الإعلامية البريطانية.
في أول تصريح له أمام الموظفين منذ تفجر الأزمة، دعا المدير العام المستقيل لهيئة بي بي سي، تيم ديفي، إلى "القتال للدفاع عن صحافتنا"، معترفًا في الوقت نفسه بـ "فشل في الالتزام بالقواعد التحريرية" للمؤسسة. شدد ديفي على أن بي بي سي "منظمة فريدة وقيمة"، وأن "حرية الصحافة تتعرض للاختبار".
أمهل محامو ترامب هيئة بي بي سي حتى مساء الجمعة لتقديم اعتذار رسمي وسحب الوثائقي الذي يتضمن المقطع المزعوم. وفي حال عدم الامتثال، هددوا بتقديم دعوى قضائية تطالب بتعويضات تصل إلى مليار دولار، وفقًا لرسالة أرسلوها إلى الهيئة.
وقد أدت هذه القضية إلى استقالة تيم ديفي، وإقالة رئيسة قناة بي بي سي نيوز، ديبورا تورنس. كما تسببت في إحراج لحكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر، التي تفتخر بعلاقاتها الجيدة مع إدارة ترامب.
تزامنًا مع هذه الأحداث، أشادت وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي بهيئة بي بي سي أمام البرلمان، مؤكدة على أهميتها في الحياة الديمقراطية والثقافية للمملكة المتحدة، لكنها تجنبت التعليق المباشر على تهديدات ترامب. كما رفض المتحدث باسم الحكومة التعليق على احتمال اتخاذ إجراءات قانونية، مشيرًا إلى أن "بي بي سي هي المسؤولة عن الرد على المسائل التحريرية".
وتأتي هذه الأزمة بينما تستعد بي بي سي للتفاوض على تجديد عقد مهمتها العشري مع الحكومة بحلول نهاية عام 2027. وقد أعلنت وزيرة الثقافة أن مراجعة العقد ستبدأ "قبل نهاية العام"، واعدة بـ "تمويل مستدام" للمؤسسة لضمان "استقلالها الشديد".
تكشف القضية أيضًا عن توترات متزايدة داخل مجلس إدارة بي بي سي. يتهم بعض الأعضاء المحافظين، المعينين جزئيًا من قبل الحكومة، البرامج الإخبارية بالتحيز في قضايا مثل الحرب في غزة وحقوق المتحولين جنسيًا وتغطية أخبار دونالد ترامب.
ويرى خبراء أن قضية التشهير ضد بي بي سي قد تكون صعبة الدفاع عنها في المحاكم البريطانية. إلا أن ترامب يدرس رفع الدعوى في فلوريدا، حيث يقيم، بسبب اختلاف القوانين الأمريكية التي تسمح بمبالغ تعويضات أكبر بكثير، على الرغم من حماية أكبر لحرية التعبير.