في كلمات قليلة
اقترح رئيس الحزب الرئاسي الفرنسي إجراءات لمكافحة "التغلغل الإسلامي" تشمل حظر الحجاب للقاصرات. السيناتورة ناتالي غوليه وصفت المقترح بـ"السخيف" ودعت للتركيز على مراقبة تمويل الجمعيات.
أثارت مقترحات غابرييل أتال، رئيس الحزب الرئاسي الفرنسي "النهضة"، لمكافحة ما أسماه "التغلغل الإسلامي" (entrisme islamiste) جدلاً واسعاً في فرنسا. جاءت هذه المبادرات قبل يوم من نشر تقرير حول جماعة "الإخوان المسلمون".
وصف وزير الداخلية الفرنسي الوضع سابقاً بأنه "إسلاموية منخفضة الصوت" تنتشر عبر محاولة التسلل إلى الجمعيات الرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها.
ومن بين الأفكار التي طرحها حزب "النهضة"، يدعو غابرييل أتال إلى حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة للقاصرات دون سن 15 عاماً.
انتقدت السيناتورة ناتالي غوليه، وهي سيناتورة وسطية من أورن ومتخصصة في القضايا المتعلقة بـ"الإخوان المسلمون"، هذا الإجراء بشدة، واصفة إياه بأنه "سخيف تماماً". وقالت السيناتورة: "لا معنى له على الإطلاق، هل ستطلبون هويتهن في الشارع؟". وأضافت بسخرية: "هل سيمنع النعال أيضاً؟".
ترى ناتالي غوليه أن مقترحات أتال رمزية وغير فعالة. وتقترح بدلاً من ذلك التركيز على إجراءات أكثر جدوى، ولا سيما مراقبة تمويل الجمعيات.
برأيها، يجب "تجنب التمويل المشروط، وتجنب التغلغل في الجمعيات". وتشير السيناتورة إلى أن "الإخوان المسلمون" غير منظمين كحزب أو جمعية في فرنسا، مما "يخلق صعوبة إذا أردنا حظرهم أو وضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية". ولذلك، تعتقد أنه من المهم تعزيز الرقابة على مشاركتهم في الجمعيات أو تمويلها.
"المشكلة هي شفافية التمويل"، أكدت ناتالي غوليه، مشيرة إلى التمويل الذي "يشترط سلوكاً معيناً"، خاصة عندما يأتي من الخارج. كما أشارت إلى "نوع من الشذوذ" في النظام الفرنسي المتعلق بتمويل الجمعيات، حيث لا يتم التحكم في التخفيضات الضريبية للتبرعات بشكل كافٍ، وهو ما انتقدته محكمة الحسابات الفرنسية.
كما ذكرت السيناتورة المسؤولية عن "التمويل الأوروبي الذي يصب في مصلحة جمعيات مرتبطة بشكل مثبت بالإخوان المسلمين".
ولـ"تجنب تآكل المجتمع تدريجياً على يد المتطرفين الذين يريدون تفتيته"، يجب "اتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة، وعدم استخدام هذا الموضوع لأغراض شخصية وسياسية ضيقة"، اختتمت ناتالي غوليه.
