في كلمات قليلة
تم تعليق أنشطة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (ATFD) مؤقتًا، مما أثار انتقادات حادة. تتهم الناشطة الحقوقية يسرى فراوس الرئيس قيس سعيد بعدم احترام حقوق المرأة والحريات وحقوق الإنسان، وتعتبر أفعاله ضربة للديمقراطية.
أثار قرار تعليق الأنشطة الإدارية للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (ATFD) لمدة ثلاثين يومًا موجة من الانتقادات الحقوقية. في هذا السياق، أعربت الناشطة النسوية والمحامية يسرى فراوس عن قلقها الشديد، مؤكدة أن الرئيس التونسي قيس سعيد لم يدعم قط حقوق المرأة والحريات وحقوق الإنسان.
تعد جمعية ATFD من الركائز الأساسية للمجتمع المدني في تونس. وجاء قرار تعليقها بداعي عدم الامتثال لقانون الجمعيات. غير أن المنتقدين يرون في هذا القرار سخرية، خاصة أن من بين المواد التي اتهمت ATFD بانتهاكها هي المادة الثالثة، التي تنص على ضرورة احترام الجمعيات لـ"مبادئ دولة القانون والديمقراطية والتعددية والشفافية والمساواة وحقوق الإنسان".
ترى فراوس أن هذا "العقاب الجماعي" يستهدف "من يناضلن من أجل تونس حرة وعادلة ومتساوية". وتذكّر بتصريحات سابقة للرئيس سعيد، بما في ذلك معارضته لمشروع قانون المساواة في الميراث، حيث يرث الرجل ضعف نصيب المرأة. وفي مقابلة تعود لعام 2019، عندما كان مرشحاً للرئاسة، برر موقفه بـ"حجج علمية"، مميزاً بين "المساواة والعدالة".
بالنسبة لفراوس، كانت هذه التصريحات بمثابة تحذير لم نرد سماعه. وتضيف أن الرئيس سعيد أظهر "ازدراءه الصريح للنسويات" ووعد بـ"الرد عليهن في الوقت المناسب". وهذا الوقت، بحسب فراوس، قد حان في 24 أكتوبر مع تعليق أنشطة ATFD.
وتصف فراوس الوضع بأنه "كاريكاتوري"، خاصة أن قيس سعيد هو نفسه من قام بتفكيك المؤسسات الديمقراطية وحل البرلمان، وألقى في عام 2023 خطابًا عنصريًا صريحًا بشأن المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى. وترى أنه من السخافة أن يتهم منظمة نسوية بعدم احترام حقوق الإنسان، في حين أن نظامه يحارب مبادئ الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية.
تجسد ATFD بالضبط ما يحاول نظام سعيد قمعه: الدفاع عن الحريات والمساواة والكرامة الإنسانية. ويعتبر تعليق أنشطتها هجومًا مباشرًا على المجتمع المدني والحريات الأساسية في البلاد.