
في كلمات قليلة
كشف تقرير لديوان المحاسبة الفرنسي عن "مستوى غير مقبول" لطلاب المدارس الابتدائية وإدارة فاشلة للنظام التعليمي. يسلط التقرير الضوء على ضعف الأداء في المواد الأساسية مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي، وتزايد التفاوت الاجتماعي، وزيادة الإنفاق رغم تراجع أعداد الطلاب.
نشر ديوان المحاسبة الفرنسي تقريراً حاداً وصف فيه مستوى طلاب المدارس الابتدائية بأنه "غير مقبول"، وانتقد بشدة الإدارة القاصرة لنظام التعليم الأساسي في البلاد.
يكشف التقرير عن نتائج مقلقة للغاية، حيث يحتل طلاب الصف الرابع الابتدائي في فرنسا مرتبة متأخرة في الرياضيات ضمن دول الاتحاد الأوروبي، ويتواجدون في ذيل الترتيب في اللغة الفرنسية. كما يلاحظ التقرير تراجعاً تدريجياً في نسبة الطلاب ذوي الأداء العالي، وزيادة تأثير العوامل الاجتماعية على التحصيل الدراسي، وفجوة كبيرة بين أداء الفتيات والفتيان.
ويرى ديوان المحاسبة أن هذه النتائج تبدو "متناقضة" بشكل خاص، نظراً لأن الطلاب الفرنسيين يقضون، في المتوسط، ساعات أطول في تعلم المواد الأساسية مقارنة بالطلاب في دول أوروبية أخرى.
إلى جانب هذه الملاحظات المعروفة، يشير التقرير بأصابع الاتهام إلى السياسة التعليمية المتبعة في السنوات الأخيرة والإدارة الفاشلة للنفقات. يوضح التقرير أن الانخفاض في عدد طلاب المرحلة الابتدائية (بسبب التغيرات الديموغرافية) يصاحبه، بشكل متناقض، زيادة مستمرة في الإنفاق على التعليم.
يتطرق التقرير أيضاً إلى النقاشات الدائرة حالياً حول تنظيم الإيقاعات المدرسية وضرورة تجميع المدارس لمواجهة الانخفاض الديموغرافي. يعتبر التقرير أن تنظيم الوقت المدرسي لا يبدو مصمماً بشكل أساسي لصالح الطلاب، وأن إيقاعات التعلم متفاوتة وغير ثابتة على مدار العام. يوصي ديوان المحاسبة بتعميم تجميع المدارس أو المجموعات التعليمية في المناطق التي تشهد انخفاضاً في أعداد الطلاب لتحسين الكفاءة.
يشير التقرير كذلك إلى مشكلة عدم حسم وضع مدير المدرسة، الذي لا يزال يعتبر معلماً وليس لديه سلطة إدارية على زملائه المعلمين، مما يحد من قدرته على القيادة والإدارة، سواء فيما يتعلق بالموارد البشرية أو الميزانية. يوصي ديوان المحاسبة بإجراء إصلاح في هذا الشأن وتعميم وظيفة المدير المتفرغ، مستشهداً بوضع رؤساء المؤسسات التعليمية في المدارس الكاثوليكية الخاصة المتعاقدة مع الدولة كنموذج للقائد المسؤول عن المشروع التعليمي والإشراف على الفريق التعليمي.
في سياق متصل، يقترح ديوان المحاسبة إشراك المدارس الخاصة المتعاقدة (التي تضم 14% من طلاب المرحلة الابتدائية) بشكل أفضل في تحقيق أهداف التنوع الاجتماعي، مشيراً إلى أن التنوع الاجتماعي في هذه المدارس قد تراجع على مدى العقدين الماضيين.