تقرير ينتقد سياسة الزراعة العضوية في فرنسا يثير جدلاً برلمانياً حاداً

تقرير ينتقد سياسة الزراعة العضوية في فرنسا يثير جدلاً برلمانياً حاداً

في كلمات قليلة

أثار تقرير في الجمعية الوطنية الفرنسية ينتقد سياسة دعم الزراعة العضوية جدلاً واسعاً ولم يتم نشره. يصف التقرير السياسة الحالية بأنها غير فعالة ومنفصلة عن واقع السوق ويقترح إصلاحات في نظام الدعم والأهداف، لكنه يواجه رفضاً من بعض الأطراف.


شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية نقاشاً حاداً حول تقرير جديد يتناول حالة الزراعة العضوية في البلاد. التقرير، الذي قدمه النائب فنسنت تريبوشيه من حزب UDR أمام لجنة المالية، يرسم صورة مقلقة للقطاع.

يزعم التقرير أن السياسة العامة لدعم الزراعة العضوية في فرنسا «غير فعالة» ومنفصلة عن منطق السوق الحقيقي. ويقول المؤلف إن هذه السياسة تقدم «حوافز خاطئة» لجميع الفاعلين في القطاع، مما يضر به ككل.

على الرغم من أهمية القضايا التي يثيرها، لم يتم نشر التقرير بسبب عدم وجود أغلبية في لجنة المالية. صوت ضد النشر نواب من أحزاب الخضر، الاشتراكيين، وLFI. وصف فنسنت تريبوشيه هذا القرار بأنه «رقابة حقيقية».

يقدم التقرير تسع توصيات بهدف إعادة إطلاق قطاع الزراعة العضوية. من بين المقترحات الرئيسية تحديد أهداف نمو أكثر واقعية وتوزيع أفضل وأكثر استهدافاً للدعم الحكومي. يرى التقرير أن الهدف الحالي المتمثل في الوصول إلى 21% من المساحة الزراعية المزروعة عضوياً بحلول عام 2030 هو هدف غير واقعي على الإطلاق، خاصة وأن النسبة الحالية تبلغ 10.1% فقط، وقد انخفضت المساحة بنحو 110 آلاف هكتار منذ نهاية عام 2022.

يشير تريبوشيه إلى أن الأهداف المحددة لا تأخذ في الاعتبار انخفاض الطلب على المنتجات العضوية الذي لوحظ بعد أزمة عام 2020 وفترة التضخم في عامي 2022 و2023. ورغم أن السوق شهد انتعاشاً طفيفاً في عام 2024 (+0.8% ليصل إلى 12.2 مليار يورو)، إلا أن الوضع لا يزال هشاً.

من أجل تعزيز العرض العضوي والتكيف مع ظروف السوق، يقترح النائب إدخال آليات مرونة في نظام الدعم، لتكييف وتيرة التحول إلى الزراعة العضوية والدعم العام للمزارع وفقاً لحالة السوق. كمثال على عدم كفاءة النظام الحالي، يذكر التقرير أن 90 مليون يورو من أصل 340 مليون يورو المخصصة للدعم التحويلي لم تستخدم العام الماضي بسبب عدم كفاية الطلبات.

توصية أخرى هامة هي المراقبة الدقيقة للطلب لكل قطاع عند تحديد معايير الدعم. هذا يساعد على تجنب الآثار السلبية التي تحدث عندما يسبب الدعم تدفقاً مفاجئاً للمنتجين إلى قطاع معين (كما حدث مع الحليب)، مما يؤدي إلى فائض في الإنتاج، وانخفاض في الأسعار، وصعوبات مالية للمزارعين الذين تحولوا إلى الإنتاج العضوي.

أخيراً، يقترح التقرير إعادة تنظيم إدارة القطاع من خلال دمج مهام وكالة البيو (Agence bio)، وINAO، وFranceAgriMer ضمن كيان واحد لتحقيق مزيد من التناسق مع الأهداف الحكومية.

لاقت هذه المقترحات معارضة قوية. صرحت لور فيردو، مديرة وكالة البيو، أن التقرير لا يأخذ في الاعتبار توصياتهم وديناميكية السوق العضوية الأوروبية، مشيرة إلى ألمانيا كمثال. وصف النائب البيئي بنوا بيتو التقرير بأنه «فضيحة» و«نسيج من الأكاذيب لا يطاق على الإطلاق»، مؤكداً أن تطوير الزراعة العضوية لا يجب أن يُنظر إليه فقط من منظور السوق، بل أيضاً من حيث تحسين البيئة الريفية. كما نفى ادعاء التقرير بأن الزراعة العضوية تحصل على دعم أكبر من الزراعة التقليدية.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.