
في كلمات قليلة
تتصاعد التوترات داخل حزب التجمع الوطني الفرنسي بين مارين لوبان وجوردان بارديلا. حالة عدم اليقين بشأن مرشح الحزب في انتخابات 2027 تزيد من صعوبة "التعايش غير المريح" بينهما.
تشهد الأوساط القيادية في حزب التجمع الوطني الفرنسي (RN) اليميني المتطرف حالة من التوتر المتصاعد بين زعيمته التاريخية مارين لوبان والرئيس الحالي للحزب، النجم الصاعد جوردان بارديلا. فما كان يُنظر إليه سابقًا على أنه "تذكرة فائزة" – وهي فكرة طرحتها لوبان بنفسها في عام 2022 بتعيين بارديلا رئيسًا للوزراء حال فوزها – يبدو الآن أنه يتحول إلى نقمة.
بعيدًا عن صخب السياسة الباريسية والأضواء الإعلامية المستمرة، قضت مارين لوبان وقتًا مؤخرًا في دائرتها الانتخابية في هينين-بومون، حيث تمثلها كنائبة. هذه الزيارة، التي تزامنت مع إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، وفرت لها استراحة قصيرة من الاحتكاكات الداخلية التي تعصف بالحزب. في "معقلها"، شعرت لوبان بالراحة وهي تتفاعل مع السكان المحليين والداعمين.
لكن الواقع السياسي سرعان ما يفرض نفسه. حتى في هذه الأجواء الهادئة نسبيًا، واجهت لوبان أسئلة من الصحفيين حول أحدث استطلاعات الرأي وآفاق الحزب المستقبلية.
قبل عامين من الانتخابات الرئاسية لعام 2027، يواجه التجمع الوطني حالة من عدم اليقين. تشير الاستطلاعات إلى شعبية كبيرة لكل من لوبان وبارديلا، لكن التحديات القضائية المحتملة التي تواجه مارين لوبان تثير شكوكًا حول ترشحها المحتمل. هذا يدفع الحزب إلى النظر في خيار ترشيح بارديلا كمرشح أساسي، مما يخلق توترًا إضافيًا بين القياديين.
يزداد الوضع تعقيدًا مع بدء الحزب بالفعل في جمع التوقيعات الـ 500 اللازمة للترشح للانتخابات الرئاسية، دون وجود وضوح نهائي حول من سيحمل الشعلة ويمثل الحزب في السباق إلى قصر الإليزيه، هل هي مارين لوبان أم جوردان بارديلا. هذا "التعايش غير المريح" والتنافس على الدور القيادي المستقبلي يمثلان الموضوع الرئيسي للنقاش داخل حزب التجمع الوطني وخارجه، ويحددان الاستراتيجية المستقبلية للحزب.