
في كلمات قليلة
يشهد المشهد السياسي الفرنسي توتراً متصاعداً مع تنظيم تجمعات متزامنة ومتضادة من قبل التجمع الوطني واليسار وحزب النهضة في باريس وسان دوني، وذلك في أعقاب إدانة مارين لوبان، مما ينذر بمواجهة سياسية مبكرة قبل الانتخابات الرئاسية.
أجواء تشبه الحملة الانتخابية تسيطر على فرنسا. ينظم حزب التجمع الوطني (RN) «تجمع دعم» لصالح زعيمته مارين لوبان بعد ظهر يوم الأحد 6 أبريل في باريس، وذلك بعد ستة أيام من إدانتها مع حوالي عشرين مسؤولاً أو متعاوناً آخرين من الجبهة الوطنية (الاسم السابق للحزب) بتهمة اختلاس أموال عامة.
في محاولة لمواجهة هذا التجمع، يدعو حزبا الخضر وفرنسا الأبية (LFI) إلى «الدفاع عن دولة القانون» منتصف النهار في ساحة الجمهورية.
أما حزب النهضة الرئاسي، فقد قرر الإبقاء على اجتماع مقرر منذ فترة طويلة في سان دوني (سين سان دوني) واستغلاله لخلق مواجهة مباشرة مع التجمع الوطني قبل عامين من الانتخابات الرئاسية. نستعرض هنا أبرز ثلاث محطات سياسية في هذا اليوم:
13:00: تجمع يساري في باريس
- الشعار: «لا ندع اليمين المتطرف يفرض قانونه!» تنظم عدة تشكيلات يسارية تجمعاً في ساحة الجمهورية بباريس، في بداية فترة ما بعد الظهر، لـ«التذكير بأن فصل السلطات ودولة القانون مبادئ أساسية». جاءت الدعوة يوم الخميس رداً على إعلان التجمع الوطني عن اجتماع للاحتجاج على إدانة مارين لوبان ابتدائياً في قضية المساعدين البرلمانيين الأوروبيين.
- المشاركون: بدأت المبادرة من حزب الخضر، وفرنسا الأبية (LFI)، وحركة «أجيال» التي أسسها بونوا هامون. انضمت بعض منظمات المجتمع المدني للدعوة، مثل نقابة «Solidaires»، جمعية «Attac»، منظمات الشباب «الاتحاد الطلابي» و«الاتحاد النقابي الثانوي»، ومنظمة «الحرس الشاب» المناهضة للفاشية. ومع ذلك، فإن اليسار بعيد عن الظهور كاملاً، خاصة في غياب الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي الفرنسي. تخشى العديد من التشكيلات السياسية والنقابية والجمعوية إضفاء طابع «سياسي» وحزبي مفرط على الدفاع عن القرار القضائي ودولة القانون.
- التعبئة المتوقعة: لم يغامر المنظمون بتقديم أرقام للمشاركة. وقد أثر خطر جذب عدد أقل من المشاركين مقارنة بـالتجمع الوطني في قرار بعض الهياكل بعدم الانضمام إلى الحركة، لتجنب المقارنة. تعترف مارين توندولييه بأن هذا التجمع هو «رد فعل عاجل»، بينما قد يتم الكشف عن مبادرة أوسع من المجتمع المدني في الأيام المقبلة. أما حزب فرنسا الأبية، فيتحدث عن مجرد «خطوة أولى» في «الرد الشعبي»، قبل «الانتشار في جميع أنحاء فرنسا» بمناسبة الفعاليات المقررة في الأول من مايو، والتي تعتبر اختباراً حقيقياً.
15:00: تجمع دعم لمارين لوبان في باريس
- الشعار: «أنقذوا الديمقراطية، ادعموا مارين!» في أعقاب عريضة تم إطلاقها على موقعه، يدعو التجمع الوطني أنصاره إلى «تجمع شعبي كبير» في ساحة فوبان، خلف ليزانفاليد، في الدائرة السابعة بباريس. يُقدم هذا الاجتماع «السلمي» كرد على «الفضيحة الديمقراطية» المتمثلة في إدانة مارين لوبان بالسجن لأربع سنوات (منها سنتان نافذتان مع الإقامة الجبرية بسوار إلكتروني)، وغرامة 100 ألف يورو، وخمس سنوات من عدم الأهلية للانتخاب مع التنفيذ المؤقت.
- المشاركون: ستكون مارين لوبان هي النجمة الرئيسية في الاجتماع. وقالت لصحيفة «لو باريزيان» يوم الأربعاء: «أنوي بالتأكيد إلقاء كلمة». ومن المتوقع أيضاً حضور مساعديها لويس أليوت، إريك سيوتي، وخاصة جوردان بارديلا على المنصة، حيث من المتوقع أن يتحدث حلفاء أوروبيون لـلتجمع الوطني عن بعد عبر الفيديو، وفقاً لمعلومات فرانس تلفزيون. قد تظهر أيضاً النائبة الأوروبية ماريون ماريشال، التي ابتعدت عن الحزب لسنوات، في ساحة فوبان، حيث من المتوقع أن تتوالى الخطابات لمدة ساعة ونصف تقريباً.
- التعبئة المتوقعة: يأمل التجمع الوطني، الذي يسعى لإظهار قوته، في حشد ما يصل إلى 8000 شخص، كما كشف مصدر داخل الحزب يوم الجمعة لـ franceinfo. يتوافق هذا الرقم مع سعة ساحة فوبان، وفقاً لمصدر شرطي. وأكد مقرب من جوردان بارديلا أنه من المتوقع وصول «ما لا يقل عن عشرين حافلة» استأجرتها الفيدراليات الإقليمية للحزب. وقد نقلت الفيدراليات، الحريصة على تجنب التجاوزات، دعوات للهدوء لجميع أنشطة الحزب. وقال أحد النشطاء: «لدينا أمر بعدم التكسير، وعدم الهدم».
15:30: خطاب لغابرييل أتال في سان دوني
- الشعار: «للدفاع عن الديمقراطية والجمهورية وقيمنا»، ينظم حزب النهضة الرئاسي (LREM سابقاً)، ابتداءً من الساعة 10 صباحاً، يوماً من المؤتمرات والنقاشات وورش العمل في مدينة السينما بسان دوني. ستكون ذروة هذا الحدث، المقرر منذ فبراير، هو الاجتماع حول رئيس التشكيل الماكروني، غابرييل أتال، الذي ينوي استغلال تجمع التجمع الوطني في نفس الوقت لخلق مواجهة مباشرة مع مارين لوبان. يرى المقربون من رئيس الوزراء السابق في ذلك «لمحة مسبقة عن الانتخابات الرئاسية» وفرصة لسؤال الفرنسيين عما إذا كانوا يريدون حقاً «أن تصبح فرنسا أمريكا دونالد ترامب»، بنفس «الأساليب، نفس الاتهامات، نفس المحاكمات المبنية على النوايا».
- المشاركون: يوصف «حدث النهضة» بأنه «احتفال لا يُفوّت يُعاش مع العائلة»، مع بار للحلوى ومساحة للأطفال، ويُروج له بشكل خاص كفرصة لـ«لقاء أبرز وجوه الحزب». كما تم الإعلان عن حضور رئيس وزراء حزب مودم، فرانسوا بايرو، ومرشح حزب آفاق للرئاسة، إدوار فيليب، خلال هذا اليوم الذي سيكرم «الكتلة المركزية الموحدة» من الساعة 11:45 إلى 12:45. أخيراً، بعد أربعة أشهر من انتخابه على رأس حزب النهضة، يعتزم النائب غابرييل أتال استغلال خطابه لفتح «فصل جديد» في تاريخ الحركة الماكرونية.
- التعبئة المتوقعة: يبلغ عدد المسجلين، الذي ظل سرياً حتى الآن، «أكثر من 7000» شخص، وهو «أكبر حدث لحزب النهضة خارج الحملة الرئاسية»، حسب تأكيد المنظمين الذين يؤكدون أنهم طلبوا كراسي إضافية منذ يوم الاثنين. لملء القاعة وإرسال رسالة حيوية للحركة مع اقتراب الانتخابات البلدية لعام 2026، كثف الحزب الاتصالات بأعضائه، ونظم حافلات ومشاركة في السيارات ووعد الجميع بـ«وجبة فطور وقهوة وغداء مجانية». «لا يمكن استبعاد خطر وقوع اشتباكات طفيفة بين أعضاء اليمين المتطرف واليسار المتطرف بشكل معزول»، حسب تقييم مصدر داخل أجهزة الاستخبارات لـ franceinfo.