
في كلمات قليلة
نظم الرئيس ترامب عرضاً عسكرياً كبيراً في واشنطن بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيس الجيش الأمريكي. تزامن هذا الحدث مع مظاهرات مناهضة لترامب في جميع أنحاء البلاد وبعد اغتيال نائبة ديمقراطية، مما يسلط الضوء على التوترات السياسية الشديدة في الولايات المتحدة.
واشنطن – شهدت الولايات المتحدة احتفالاً كبيراً بالذكرى السنوية الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي في العاصمة واشنطن، تمثل في عرض عسكري ضخم دعا إليه الرئيس دونالد ترامب. جاء هذا الحدث في ظل أجواء سياسية مشحونة للغاية، وتزامن مع مظاهرات احتجاجية واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، وبعد حادثة اغتيال نائبة ديمقراطية بارزة.
أقيم العرض العسكري يوم السبت، 14 يونيو 2025، في ناشيونال مول بواشنطن. شارك الآلاف من الجنود، مستعرضين تشكيلات عسكرية تعود إلى حقب مختلفة من تاريخ الجيش الأمريكي، بالإضافة إلى أحدث المعدات العسكرية من دبابات وعربات مدرعة. مرور قطع المدفعية المستخدمة حالياً في مناطق صراع مثل أوكرانيا أضاف بُعداً آخر للعرض.
شاهد الرئيس ترامب العرض من منصة شرفية قرب البيت الأبيض، وإلى جانبه نائبه جي.دي. فانس ووزير الدفاع بيت هيغست. احتشد أنصار ترامب، الذين ارتدى العديد منهم قبعات MAGA الحمراء المميزة، على الجانب الآخر من الشارع، وهتفوا له بحماس عند وصوله. ومع ذلك، لوحظ أن شوارع واشنطن بدت شبه خالية بخلاف منطقة العرض، حيث غادر عدد كبير من السكان المدينة قبل الحدث.
قوبل قرار ترامب بتنظيم العرض بانتقادات حادة من قبل الحزب الديمقراطي، الذي وصفه بأنه «استعراض للقوة» يتنافى مع التقاليد الأمريكية وقارنه بالعروض العسكرية في دول مثل روسيا وكوريا الشمالية.
تصاعدت حدة التوترات السياسية في الأيام التي سبقت العرض. قام ترامب بتفدرلة الحرس الوطني في كاليفورنيا رغم معارضة حاكم الولاية الديمقراطي غافين نيوسوم، ونشر قوات في لوس أنجلوس لمواجهة الاحتجاجات ضد حملات اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. كما أدت تهديدات وجهت ضد الحاكم نيوسوم من قبل أحد أفراد إدارة ترامب، واعتقال السيناتور أليكس باديلا لفترة وجيزة، إلى تفاقم المخاوف بشأن الوضع السياسي المتدهور.
بلغت المخاوف من العنف السياسي ذروتها صباح يوم السبت مع اغتيال نائبة ديمقراطية من مينيسوتا وزوجها في منزلهما بمينيابوليس، وإصابة زوجين ديمقراطيين آخرين بجروح خطيرة على يد نفس المهاجم.
تزامناً مع العرض في واشنطن، نظمت مظاهرات احتجاجية مناهضة لترامب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة تحت شعار «لا للملك»، مع تجنب تنظيمها في العاصمة الفيدرالية لتجنب الصدامات. أفاد المنظمون بمشاركة نحو 5 ملايين شخص في هذه المظاهرات. وسجلت حادثة إطلاق نار في سولت ليك سيتي أسفرت عن إصابة شخص واحد.
في كلمته خلال العرض، قال ترامب: «الدول الأخرى تحتفل بانتصاراتها، وقد حان الوقت لأمريكا أن تفعل ذلك». وهدد «أعداء أمريكا» قائلاً: «إذا هددتم الشعب الأمريكي، سيأتي جنودنا للبحث عنكم… هزيمتكم ستكون مؤكدة، وزوالكم سيكون نهائياً، وسقوطكم سيكون شاملاً وكاملاً».
رغم الأجواء السياسية المشحونة، ركز التعليق الرسمي خلال العرض على إنجازات وتاريخ القوات المسلحة الأمريكية، بما في ذلك دورها في «الدفاع عن الديمقراطية». وفي ختام اليوم، أُضيئت سماء واشنطن بالألعاب النارية. احتفل الحضور بعيد ميلاد الرئيس ترامب الـ79، حيث غنى له نائبه والجمهور أغنية «عيد ميلاد سعيد».