
في كلمات قليلة
تناقش فرنسا مجدداً فكرة "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية" كآلية لتمويل خفض الاشتراكات الاجتماعية. يواجه هذا المقترح، الذي طرحه فرانسوا بايرو، رفضاً قوياً من أحزاب اليسار واليمين المتطرف الذين يعتبرونها سياسة غير عادلة تضر بالفقراء.
يشهد المشهد السياسي والاقتصادي في فرنسا تجدداً للجدل حول فكرة إعادة العمل بما يسمى "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية". تقوم هذه الآلية المثيرة للجدل على مبدأ تعويض خفض المساهمات الاجتماعية التي تدفعها الشركات والموظفين، بزيادة مقابلة في ضريبة القيمة المضافة (TVA) التي يتحملها المستهلك في نهاية المطاف.
جاء المقترح بإتاحة الفرصة للشركاء الاجتماعيين "للتعامل مع" هذا النظام المثير للجدل من قبل السياسي المخضرم فرانسوا بايرو. لكن هذه الفكرة قوبلت على الفور برفض واعتراض شديدين من قبل قوى المعارضة الرئيسية، بما في ذلك الأحزاب اليسارية، وعلى رأسها حزب "فرنسا الأبية" (LFI) بزعامة جان لوك ميلانشون، وكذلك التجمع الوطني (RN) من اليمين المتطرف.
اعتبر ممثلو التيار اليساري، ومنهم النائب أوريلين لو كوك من حزب LFI، أن العودة المحتملة لـ"ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية" ستكون بمثابة "إعلان حرب اجتماعية". وتصاعدت الأصوات من جميع أطياف اليسار ضد هذا الإجراء، واصفين إياه بأنه "مناهض للمجتمع" و"غير عادل". ويكمن جوهر اعتراضهم في أن ضريبة القيمة المضافة يدفعها جميع المواطنين دون تمييز بناءً على الدخل، خلافاً للمساهمات الاجتماعية المرتبطة بالأجور. وبالتالي، فإن زيادة هذه الضريبة ستشكل عبئاً غير متناسب على الشرائح الأقل دخلاً.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية" ليست جديدة في فرنسا؛ فقد تم تطبيق إجراء مماثل لفترة قصيرة في عام 2012 تحت رئاسة نيكولا ساركوزي، قبل أن يلغيه خليفته فرانسوا أولاند في العام نفسه.
في سياق هذه النقاشات، كان الرئيس إيمانويل ماكرون قد أشار سابقاً إلى ضرورة إعادة التفكير في تمويل الرعاية الاجتماعية الذي يرى أنه "يعتمد بشكل كبير على العمل". واقترح استكشاف مصادر تمويل جديدة، بما في ذلك تلك المرتبطة بالاستهلاك، مستلهماً تجارب بعض الدول المجاورة.