وودي آلن وأيوسو: عندما يتحول دعم الفن إلى استغلال سياسي للمال العام

في كلمات قليلة

ينتقد الكاتب بشدة صفقة تمويل فيلم وودي آلن الجديد من قبل حكومة مدريد الإقليمية، معتبرًا أن الشروط المفروضة على المخرج، مثل إدراج اسم مدريد في العنوان والتصوير في المنطقة، تمثل استغلالًا سياسيًا للمال العام وتعديًا على الحرية الفنية.


هذه المقالة رأي نقدي حول صفقة تمويل فيلم وودي آلن الجديد من قبل حكومة مدريد الإقليمية، برئاسة إيزابيل دياز أيوسو. يرى الكاتب أن هذا ليس رعاية فنية حقيقية بل استغلال سياسي للمال العام.

يجب على السياسيين الذين يعتقدون أنهم بدفع ثمن «الحفلة» من أموال الجميع يحق لهم فرض الموسيقى التي يريدونها أن يشاهدوا مسلسل «الاستوديو».

أبرم وودي آلن، الذي كان مستعدًا لعمل نسخة من «الليلة الأخيرة لبوريس جروشينكو» برعاية بوتين، صفقة مع إيزابيل دياز أيوسو، رئيسة مجتمع مدريد. مقابل هذه الرعاية، سيتعين على آلن وضع اسم «مدريد» في عنوان الفيلم، كما فعل سابقًا مع برشلونة، وتصويره داخل المنطقة.

قد ينتقد الكثيرون استسلام المخرج، الذي يبدو أنه «يبيع نفسه بسعر سوق القرية» للحصول على التمويل، ولكن الكاتب يرى أن المتنمرين الحقيقيين هنا هم السياسيون.

لكي تكون راعيًا للفنون، يجب أن تتمتع بالرقي. ليس أي شخص يصلح ليكون مثل «ميديتشي». فالراعي الحقيقي يقدم المال كمنحة (ومن ماله الخاص، وليس من الميزانيات العامة) ويترك الفنان يعمل بحرية. إذا أراد الفنان أن يهدي عمله للراعي، فهذا من اختياره.

لكن عندما تصل شروط التمويل إلى حد إملاء مكان التصوير وحتى زاوية الكاميرا لضمان ظهور أيوسو بـ«أفضل مظهر لها» في لقطة عابرة (كاميو)، فإن هذا يقترب من العبودية.

هذا ليس تشجيعًا للفنون. هذا استغلال للفنون والفنانين. وكون الفنان يقبل بذلك ويستمتع به لا يبرر هذا الاستغلال.

يوصي الكاتب جميع السياسيين الذين يدفعون من أموال الشعب ويعتقدون أن لديهم الحق في إملاء خطوات الرقص بمشاهدة مسلسل «الاستوديو» من إنتاج آبل تي في، الذي يمارس الرعاية بسخاء وأناقة أكبر بكثير من أي حكومة، تاركًا مساحة حرة للمخرجين ليصنعوا سحرهم.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.