وزير الداخلية الفرنسي يهدد بالاستقالة بسبب إصلاح انتخابي: أزمة سياسية محتملة

وزير الداخلية الفرنسي يهدد بالاستقالة بسبب إصلاح انتخابي: أزمة سياسية محتملة

في كلمات قليلة

يواجه وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو ضغوطاً بسبب موقفه المعارض لإصلاح النظام الانتخابي، ويهدد بالاستقالة. هذا الوضع يعكس صراعاً بين دوره الوزاري وقيادته لحزب الجمهوريين، وله تداعيات محتملة على الحكومة ومستقبله السياسي.


يواجه وزير الداخلية الفرنسي ورئيس حزب «الجمهوريين» اليميني الوسطي، برونو ريتايو، وضعاً دقيقاً للغاية، حيث يلوح بالاستقالة بسبب خلاف حول مشروع إصلاح طريقة الانتخابات التشريعية.

يعارض ريتايو بشدة مشروع إصلاح نظام التصويت والانتقال نحو التمثيل النسبي، وهو المشروع الذي يدافع عنه رئيس الوزراء. ويرى الوزير، الذي انتُخب حديثاً رئيساً لحزب «الجمهوريين»، أن هذا الإصلاح قد يؤدي إلى عدم استقرار في الجمعية الوطنية ويجعل إدارة شؤون البلاد صعبة.

نُقل عن ريتايو قوله إنه أبلغ رئيس الوزراء بأنه «إذا كانوا يريدون ترسيخ عدم الاستقرار في الجمعية الوطنية، وهو ما يجعل إدارة البلاد صعبة، فعليهم إذن تطبيق التمثيل النسبي»، مشيراً إلى أنه لا يستبعد مغادرة الحكومة. يُنظر إلى هذا التصريح على أنه ضغط سياسي لوقف مشروع الإصلاح.

يُمثل هذا الموقف أول مواجهة حقيقية لبرونو ريتايو مع رئيس الحكومة منذ توليه قيادة حزب «الجمهوريين» في 18 مايو الماضي. يوضح مقربون من الوزير أنه أصبح الآن يتحدث باسم اليمين. ويرى حزب «الجمهوريين» أن التمثيل النسبي يهدد بإدامة عدم وجود أغلبية واضحة في الجمعية الوطنية، مما يجعل البلاد «غير قابلة للحكم».

قال سيناتور من حزب «الجمهوريين» إن هذه «ليست مسألة صغيرة: هل يمكن لفرنسا الخروج من الأزمات وإقرار ميزانية بنظام التمثيل النسبي؟ لا، لذلك لن نتنازل». وهدد بأن الإصلاح إذا تم تنفيذه، فلن يخرج وزير واحد فقط، بل «جميع وزراء الجمهوريين سيخرجون من الحكومة».

الوضع ليس بسيطاً بالنسبة لبرونو ريتايو، الذي يجمع بين منصبين حساسين. كوزير للداخلية، هو مسؤول عن تنظيم الانتخابات وكان من المفترض منطقياً أن يتولى مشروع إصلاح الاقتراع التشريعي. لكن كزعيم لحزب «الجمهوريين»، عليه الدفاع عن خط الحزب الرافض للإصلاح. رفع نبرته تجاه مقر رئاسة الوزراء هو أيضاً إشارة إلى صفوف حزبه، حيث لم يتقبل البعض دخوله الحكومة، وخاصة منافسه داخل الحزب، لوران فوكيه، رئيس كتلة «الجمهوريين» في الجمعية الوطنية.

يرى بعض النواب أن ريتايو «يجد نفسه في وضع لا يُحسد عليه كما كنا نخشى: كيف يتصرف المرء عندما يكون داخل الحكومة ويعلن عدم اتفاقه مع رئيس الوزراء». ويضيف أحدهم أن «أكثر من يأمل في استقالة برونو ريتايو هو لوران فوكيه».

ويرى نواب آخرون في تهديد ريتايو بالاستقالة وسيلة للتفاوض لا إنذاراً حقيقياً بالرحيل. إنه يحاول «عدم الظهور بمظهر الضعيف مقارنة بفوكيه، والتأثير في المشاورات بوضع خطوط حمراء».

تهديد الاستقالة يسمح لوزير الداخلية بزيادة الضغط على رئيس الوزراء وانتقاد أولوياته، خاصة وأن هناك إصلاحاً انتخابياً آخر يتعلق بانتخابات المدن الكبرى تدعمه الحكومة، وهو ما يثير استياء كبيراً لدى «الجمهوريين».

حتى الآن، لم يرد رئيس الحكومة مباشرة على تهديدات ريتايو، مكتفياً بمواصلة مشاوراته مع الأحزاب المختلفة. يبدو حزب الوسطيون مصمماً على إتمام النص، بدعم من حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، وجزء من اليسار، والحزب الرئاسي.

قد يكون ريتايو أيضاً لديه الكثير ليخسره إذا نفّذ تهديده، خاصة قبل عامين من الانتخابات الرئاسية. منصبه كوزير سمح له بزيادة شعبيته. يقول نائب من «الجمهوريين» إنه «عندما تكون لديك طموحات رئاسية، فمن مصلحتك أن تكون مرئياً، وبالتالي عليك البقاء في الحكومة». تمنح وظيفته الوزارية «هالة» مهمة لطموحاته المستقبلية. طالما أن نص الإصلاح لم يُعرض رسمياً على مجلس الوزراء، يمكن لبرونو ريتايو أن يحافظ على مكانته وموقف حزبه في آن واحد.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.