وزير الداخلية الفرنسي يتولى رئاسة حزب المعارضة الرئيسي: برونو ريتايو في موقف سياسي معقد

وزير الداخلية الفرنسي يتولى رئاسة حزب المعارضة الرئيسي: برونو ريتايو في موقف سياسي معقد

في كلمات قليلة

انتخب وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو رئيساً لحزب الجمهوريون، مما يجعله في وضع فريد يجمع بين العمل الحكومي وقيادة المعارضة. يدافع عن قراره ويرى فيه فرصة لتأثير أكبر وخوض معركة الأفكار، رغم التحديات والانتقادات.


تم انتخاب برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي الحالي، رئيساً لحزب «الجمهوريون» (Les Républicains, LR)، الحزب اليميني الوسطي الرئيسي في فرنسا، بأغلبية كبيرة يوم الأحد 18 مايو. يجد ريتايو نفسه الآن في وضع سياسي فريد: فهو عضو في حكومة يرأسها فرانسوا بايرو، وهو شخصية مقربة من كتلة الرئيس إيمانويل ماكرون، وفي نفس الوقت يتولى قيادة حزب معارض رئيسي.

في اليوم التالي لانتخابه، سعى ريتايو خلال مقابلات تلفزيونية وإذاعية إلى تبديد أي تصور عن وجود «تناقض» في هذا الوضع غير المسبوق. وأكد عزمه البقاء في منصبه في وزارة الداخلية، الذي يتولاه منذ سبتمبر 2024.

يرفض برونو ريتايو بشدة الاتهامات بالتواطؤ أو الميل نحو معسكر ماكرون. كانت هذه الاتهامات محوراً رئيسياً في حملة منافسه لوران فوكييه. وقال ريتايو صباح الاثنين: «الدخول إلى هذه الحكومة ليس تمكروناً، وليس ذوباناً، وليس التباساً. الفرنسيون يريدون يميناً مفيداً، في العمل، ولكنه يمين لا يتخلى عن هويته».

لم أتغير، أنا غوليست ولا أتخلى عن أي من قيمي ومعتقداتي.

برونو ريتايو، وزير الداخلية والرئيس الجديد لحزب الجمهوريون

كما يستغل وزير الداخلية الفرصة ليؤكد اختلافه عن إدوارد فيليب، رئيس حزب «آفاق»، الذي غالباً ما يُطرح اسمه كمنافس محتمل لريتايو في الانتخابات الرئاسية القادمة 2027. يقول ريتايو: «إدوارد فيليب يرى مساحته السياسية تمتد من اليسار إلى اليمين. أعتقد أن هذا الـ “في نفس الوقت” يؤدي إلى الجمود. هذا لا ينجح، لا يمكن مزج الزيت بالماء».

ومع ذلك، رحب حزب «آفاق» بقيادة إدوارد فيليب بانتخاب برونو ريتايو. وقال مسؤول محلي من الحزب إنهم «يشتركون في جوهر القناعات» مع الرئيس الجديد لحزب «الجمهوريون»، وأن «هناك أشياء كثيرة تجمع إدوارد فيليب وبرونو ريتايو أكثر مما تفرقهما».

يدافع ريتايو بحماس عن دخوله الحكومة، موضحاً أنه كان «ببساطة لتجنب الأسوأ لفرنسا ولصد اليسار الذي يقوده ميلونشون». كما يرى في البقاء في الحكومة ضرورة لخوض «معركة ثقافية» مباشرة ضد اليسار. وبالنسبة له، هذه الضرورة هي ما تملي الوضع. يضيف: «هذا ما أحاول فعله في الحكومة. أحاول، من خلال مواقف واضحة جداً، كسب معركة الأفكار. ألاحظ أن الخطوط تتحرك، ونحن نمهد الطريق للغد».

لا يمكننا الانتظار سنتين، لا نفعل شيئاً ونغرق فرنسا في الفوضى.

برونو ريتايو، وزير الداخلية والرئيس الجديد لحزب الجمهوريون

يعتقد ريتايو أن كونه عضواً في حكومة وسط ويمين وفي نفس الوقت يدافع عن مشروع «قطيعة» مع الحكومة هو مصدر قوة. يقول: «حقيقة أنني ترشحت وانتُخبت بهذه النتيجة ستعزز وزن وزير الداخلية. وعلى العكس، هذا يعزز شرعية رئيس حزب الجمهوريون، لأن الناس يريدون رؤيتنا في العمل». ويشارك في هذا الرأي وزراء آخرون من حزب «الجمهوريون» في الحكومة.

لكن ليس الجميع داخل حزب «الجمهوريون» يتفقون مع هذه الحجة. فقد صرح ديفيد ليسنارد، رئيس جمعية رؤساء البلديات الفرنسيين (AMF)، أنه «غير متأكد» من أن برونو ريتايو يمكنه البقاء وزيراً وفي نفس الوقت رئيساً للحزب. وأضاف رئيس بلدية كان أن «لا يمكن التحدث فقط إلى العالم السياسي، بل يجب التحدث إلى جميع الفرنسيين»، مؤكداً رغبته في وضع حد «لثمانية عشر عاماً من فشل اليمين على المستوى الوطني» بحلول عام 2027.

في الوقت الحالي، يرفض الرئيس الجديد لحزب «الجمهوريون» اتخاذ مواقف حاسمة بشأن دور حزبه في الانتخابات الرئاسية لعام 2027. ولكن كلما اقترب موعد 2027، زادت صعوبة موقف وزير الداخلية، خاصة وأن «الأساس المشترك» للوسط واليمين يضم العديد من المرشحين المحتملين لخلافة إيمانويل ماكرون.

هل يمكن أن يغادر برونو ريتايو الحكومة ليكون أكثر حرية في التحضير لحملة رئاسية محتملة؟ هذه الاستراتيجية ليست جديدة. فإيمانويل ماكرون نفسه غادر وزارة الاقتصاد في صيف 2016 للتحرر من عهد هولاند، وبعد بضعة أشهر استقال مانويل فالس من منصب رئيس الوزراء للسعي لنيل ترشيح الاشتراكيين. لكن ريتايو يرفض حالياً الانخراط في «تكتيك سياسيي يهدف إلى إظهار لحظة المغادرة».

وفي الوقت نفسه، لا يستبعد ريتايو أبداً خيار الاستقالة المفاجئة، كتهديد موجه لزملائه في الحكومة. يقول بتحفظ: «ما دامت قناعاتي لم تُمس، فإن واجبي هو أن أفعل كل ما بوسعي لدفع الأمور إلى الأمام». بتعريف هذا التوازن غير المستقر والذاتي، يقبل برونو ريتايو بالإبحار دون خطة واضحة بعد فوزه الكبير.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.