
في كلمات قليلة
ارتفع عدد لجان التحقيق البرلمانية في فرنسا بشكل ملحوظ، خاصة بعد فقدان الرئيس ماكرون أغلبيته المطلقة. يعبر النواب ورئيسة الجمعية الوطنية عن قلقهم من استخدام هذه اللجان بشكل متزايد لأهداف سياسية وجذب الاهتمام، مما قد يؤثر سلباً على فعاليتها.
شهد عدد لجان التحقيق البرلمانية في فرنسا ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وهو ما بدأ يثير استياء وقلق بعض النواب. يرى هؤلاء النواب أن هذه اللجان أصبحت وسيلة "للبحث عن محاكمة سياسية".
حتى رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية، يائيل برون-بيفي، اعتبرت أن عددها "أصبح زائداً عن الحد" في الآونة الأخيرة. منذ عام 2022، وتحديداً منذ أن خسر الرئيس إيمانويل ماكرون أغلبيته المطلقة في البرلمان، تضاعف عدد هذه اللجان مقارنة بفترة ولايته الأولى، وثلاثة أضعاف مقارنة بفترة الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند. في عهد نيكولا ساركوزي، كان متوسط عددها لا يتجاوز لجنة واحدة سنوياً.
السبب الأول لهذه الزيادة هو حسابي بحت: هناك عدد قياسي من الكتل السياسية في الجمعية الوطنية حالياً، بلغ أحد عشر كتلة، وهو رقم لم تشهده الجمهورية الخامسة من قبل. كل كتلة من هذه الكتل لديها الحق في إطلاق لجنة تحقيق برلمانية واحدة في كل دورة برلمانية، أي ما يعادل سنة دراسية تقريباً. السبب الثاني يكمن في الانقسام السياسي داخل البرلمان. تسعى الكتل السياسية المختلفة إلى إسماع صوتها وتسليط الضوء على قضايا معينة باستخدام هذه اللجان كمنصة.
يعرب بعض البرلمانيين عن أسفهم لهذا التطور، معتبرين أنه أصبح طريقة "للوجود بأي ثمن". صرح مسؤول رفيع من المعسكر الموالي لماكرون لمصدر إعلامي: "كل حادثة متفرقة تؤدي إلى تشكيل لجنة تحقيق خاصة بها، وبما أن المساحة المتاحة لمشاريع القوانين أصبحت محدودة، فإن الجميع يأمل في ترك بصمة والبحث عن محاكمته السياسية". ويشير إلى أن المواجهات والجلسات العلنية تجذب الاهتمام وتحقق "النقرات" على وسائل الإعلام.
مع ذلك، يخشى البعض من أن هذا السلاح البرلماني قد يفقد قوته وفعاليته بسبب هذه المبالغة في الاستخدام والتغطية الإعلامية. تكمن قوة اللجنة في تقديم التوصيات في نهاية ستة أشهر من العمل والقدرة على إحداث تغيير، خاصة بفضل صلاحيتها في استدعاء أي شخص تراه ضرورياً. لكن التغطية الإعلامية المفرطة تخيف الجهات الفاعلة الرئيسية في بعض الملفات، مثل الصناعيين ورؤساء الشركات، مما قد يؤثر على قدرة اللجان على الحصول على الشهادات الهامة.