
في كلمات قليلة
يدرس زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفي فور، تقديم اقتراح بسحب الثقة كوسيلة لتوحيد حزبه المنقسم بشدة. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها قد تسبب اضطرابًا سياسيًا جديدًا في فرنسا.
يسعى زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفي فور، لإنقاذ موقعه القيادي، ويبدو مستعدًا لتهديد استقرار الفرنسيين وإثارة اضطرابات سياسية ومالية جديدة.
عند التدقيق في تحركات الاشتراكيين، يتضح أن الحزب ممزق بسبب صراعات داخلية تشبه الحرب الأهلية، ومشوه بتحالفه مع حركة «فرنسا الأبية» اليسارية الراديكالية، ويعاني من انخفاض حاد في عدد أعضائه (على سبيل المثال، في مقاطعة نيفير التي كانت معقلًا تاريخيًا لفرانسوا ميتران، لا يتجاوز عدد الأعضاء 198!). يقوده سكرتير أول يبدو أقل بروزًا من أي شخصية ثانوية. يفكر الحزب في استعادة قوته من خلال طرح اقتراح لحجب الثقة ضد وزير فرنسي قبل 14 يوليو.
السبب الرسمي قد يكون شكليًا، لكن السبب غير الرسمي واضح: إيجاد عدو مشترك للمصالحة المؤقتة بين الأطراف المتناحرة داخل الحزب. بهذه الطريقة، يريد الحزب الاشتراكي أن يظهر أن الغضب والاحتجاج ليسا حكرًا على «فرنسا الأبية»، وأن دعوات التغيير ليست محصورة في البيئيين. إسقاط وزير قد يؤجل المشاكل الداخلية للحزب لعدة أسابيع. باختصار، لإنقاذ موقعه و«صيفه»، أوليفي فور مستعد لتهديد استقرار الفرنسيين بإثارة اضطرابات سياسية وعدم استقرار.
إعادة انتخاب أوليفي فور كسكرتير أول بفارق ضئيل مؤخرًا يؤكد انقسام الحزب العميق. يظل الحزب منقسمًا بين معسكرين لا يتفقان على استراتيجية موحدة لانتخابات 2027. على الرغم من الانتقادات الموجهة لتحالفه مع جان لوك ميلانشون وحركة «فرنسا الأبية»، يصر فور على ضرورة تقديم مرشح موحد لليسار في الانتخابات الرئاسية، مع التأكيد على أنه لن يكون ميلانشون نفسه. كما يعلن عن نيته «قطع العلاقة مع الديمقراطية الاجتماعية لما بعد الحرب» وتحويل «النظام الاقتصادي والاجتماعي» في فرنسا.
تاريخ الحزب الاشتراكي الفرنسي مليء بالمؤتمرات التي شهدت صراعات حادة، لكن الأزمة الحالية، على خلفية تراجع الدعم حتى في المناطق التقليدية للحزب، تجعل محاولات توحيد الصفوف عبر إثارة صراع خارجي تبدو يائسة بشكل خاص.