
في كلمات قليلة
شهد موسم كرة القدم 2024/2025 أحداثاً تاريخية: باريس سان جيرمان حقق لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة، بينما كسرت أندية مثل كريستال بالاس، بولونيا، ونيوكاسل صياماً طويلاً عن الألقاب. قدم الموسم أيضاً العديد من مفاجآت الكأس والنهايات الدرامية.
اختتم موسم كرة القدم 2024/2025 تاركاً وراءه مجموعة من اللحظات التي لا تُمحى من الذاكرة. كان هذا الموسم غنياً "بالقصص الجميلة"، مقدماً للجماهير حول العالم انتصارات مثيرة، تتويجات طال انتظارها، ومغامرات لا تصدق في مسابقات الكأس.
أحد أبرز الأحداث المثيرة كانت فوز نادي "كريستال بالاس" اللندني بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي (FA Cup). النادي، الذي تأسس عام 1861، حقق لقبه الأول في تاريخه الممتد لـ164 عاماً، ليضع حداً لسنوات طويلة من الانتظار. قبل أسبوعين فقط، كانت خزانة ألقاب "بالاس" فارغة – أما الآن، فلديها مكانٌ لكأس إنجلترا.
في إنجلترا أيضاً، تميز نادي "نيوكاسل". حقق النادي لقبه الأول منذ 70 عاماً بفوزه بكأس الرابطة الإنجليزية (Carabao Cup). في النهائي، تفوقت "الماغبايز" على "ليفربول" نفسه – بطل الدوري الإنجليزي الممتاز المستقبلي في ذلك الوقت. الفوز بنتيجة 2-1 على أحد أفضل الفرق في أوروبا كان إنجازاً حقيقياً لرجال المدرب إيدي هاو.
أخيراً تحقق ما طال انتظاره لنادي "باريس سان جيرمان" الفرنسي. بعد سنوات عديدة من المحاولات والإحباطات، نجح النادي الباريسي في الفوز بلقبه الأول في تاريخه بلقب دوري أبطال أوروبا. بعد 55 عاماً من تأسيس النادي، و14 عاماً من استحواذ المستثمرين القطريين، و32 عاماً بعد إنجاز "مارسيليا" المماثل، وصل "بي إس جي" إلى هدفه المنشود. في طريقهم إلى النهائي، أقصى فريق ماركينيوس كلاً من "بريست"، "ليفربول"، "أستون فيلا" و"أرسنال" تباعاً، قبل أن يسحق "إنتر ميلان" بخمسة أهداف نظيفة في المباراة النهائية.
إيطاليا قدمت "قصتها الجميلة" بفضل نادي "بولونيا". الفريق بقيادة المدرب فينشينزو إيتاليانو كسر صياماً دام 51 عاماً عن الألقاب، محققاً لقب كأس إيطاليا. في النهائي، الذي أقيم في 14 مايو، تغلب "بولونيا" على "ميلان" بهدف وحيد. هذا الفوز لم يجلب لهم الكأس الأول منذ عام 1974 فحسب، بل ضمن لهم أيضاً المشاركة في الدوري الأوروبي، بعد عام واحد فقط من مشاركتهم التاريخية في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى بتاريخ النادي.
لا يمكن إغفال نادي "توتنهام هوتسبير" اللندني. على الرغم من أنه لا يُعد نادياً صغيراً، إلا أن الفوز بلقب الدوري الأوروبي كان بمثابة اللقب الأول "للسبرز" منذ 17 عاماً. بعد موسم سيء للغاية في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أنهى الفريق في المركز السابع عشر، أصبح الدوري الأوروبي هو الهدف الرئيسي المتبقي. نجح "توتنهام" في المهمة، متغلباً على "مانشستر يونايتد" في النهائي بنتيجة 1-0. هذا الفوز جلب اللقب الأول الذي طال انتظاره في مسيرة القائد المخلص سون هيونغ مين.
بالحديث عن الألقاب الأولى، يجب أن نتحدث عن هاري كين. المهاجم الإنجليزي، الذي انتقل إلى "بايرن ميونخ" الألماني، نجح أخيراً في كسر سلسلة غياب الألقاب الجماعية، بتتويجه بلقب الدوري الألماني (البوندسليغا). بعد عام واحد من فوز "باير ليفركوزن" بلقبه الأول في الدوري بشكل مفاجئ، حصل كين على ميدالية البوندسليغا التي طال انتظارها، ليضع حداً للسخرية المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن خزانة ألقابه الفارغة.
مسابقات الكأس في فرنسا وألمانيا قدمت أيضاً بعض اللحظات البارزة بمشاركة فرق من الدرجات الأدنى. نادي "كان"، الذي بدأ فيه زين الدين زيدان مسيرته كلاعب، وصل إلى نصف نهائي كأس فرنسا. نصف النهائي الآخر شهد فريقاً آخر من الدرجة الأدنى وهو "دونكيرك"، الذي قدم أداءً قوياً ضد الفائز النهائي - "باريس سان جيرمان" - متقدماً 2-0 قبل أن يخسر 4-2. أظهرت هذه المباريات سحر مسابقات الكأس، حيث يمكن للفرق الأقل شأناً تحدي الكبار.
في ألمانيا، كانت "أرمينيا بيليفيلد" هي قصة "سندريلا" الحقيقية. النادي، الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وصل إلى نهائي كأس ألمانيا، مُقصياً في طريقه ثلاثة فرق من البوندسليغا، بما في ذلك حامل اللقب "باير ليفركوزن". في النهائي، قاتل "أرمينيا" بشرف ضد "شتوتغارت"، الذي لعب في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنه خسر 2-4، ومع ذلك، فقد كتب اسمه في تاريخ البطولة.
كانت هناك أيضاً قصص كان فيها النجاح قريباً جداً. على سبيل المثال، نادي "رينس" الفرنسي. بعد وصوله إلى نهائي كأس فرنسا وخسارته، واجه الفريق خيبة أمل أكبر في نهاية موسم الدوري الفرنسي الدرجة الأولى. بسبب الدراما التي شهدتها الجولة الأخيرة، اضطر "رينس" لخوض مباريات الملحق للبقاء في دوري الأضواء، حيث خسر أمام "ميتز". في أقل من أسبوعين، تحولت الحكاية من حلم الكأس إلى الهبوط من دوري الدرجة الأولى - نهاية دراماتيكية للنادي الفرنسي.
أظهر موسم 2024/2025 أن كرة القدم لا تزال قادرة على تقديم مشاعر لا تصدق، حيث يُصنع التاريخ بفضل انتصارات الكبار وبطولات الفرق المتواضعة على حد سواء.