
في كلمات قليلة
صدر كتاب جديد للصحفي فالانتان لوفافر يستعرض تاريخ جامعي الكرات في بطولة رولان غاروس على مدار 50 عاماً. يستند الكتاب إلى مقابلات مع 151 جامع كرات سابق، ويكشف تفاصيل غير معروفة وحكايات عن هذا الدور الحيوي والمغامرة الإنسانية الفريدة.
بطولة رولان غاروس ليست مجرد منافسة بين نجوم التنس العالميين، بل هي أيضاً مسرح لمئات المراهقين الذين يلعبون دوراً حيوياً في إنجاح هذا الحدث الرياضي الضخم. نتحدث عن "جامعي الكرات" (ramasseurs de balles)، المعروفين أيضاً بـ "Ballos"، وهم مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، ويشكلون جزءاً لا يتجزأ من البطولة المقامة على الملاعب الترابية في باريس منذ عام 1974.
على مدار 50 عاماً من التنظيم الرسمي لهذه الفئة، تطورت مجموعة "جامعي الكرات" وأصبحت مجتمعاً قائماً بذاته، مليئاً بالقصص والتجارب الفريدة. الصحفي فالانتان لوفافر (26 عاماً)، الذي كان بنفسه جامع كرات قبل عقد من الزمان، قرر تسليط الضوء على هذه القصص في كتاب جديد بعنوان "Les Ballos - ramasseurs de balles 1974-2024"، صدر قبل شهر.
يشرح المؤلف أن شغفه بالتنس وتجربته الشخصية دفعاه لإطلاق هذا المشروع غير المسبوق. قضى لوفافر، وهو أيضاً مدرب تنس وحكم سابق، حوالي عام وأربعة أشهر (بدءاً من يناير 2023، على الأرجح وليس 2024 كما ورد في النص الأصلي الذي يحتمل خطأ مطبعياً) في جمع شهادات 151 جامع كرات سابق، وذلك بمساعدة الاتحاد الفرنسي للتنس (FFT).
يتضمن الكتاب مجموعة متنوعة من الذكريات والطرائف من مختلف الأجيال. من بين الذين تمت مقابلتهم شخصيات معروفة مثل المرشحة السابقة لمنصب رئيس الوزراء الفرنسي لوسي كاستيتس (جامعة كرات عام 2002) والمشاركة في برنامج تلفزيوني آن لور سيبون (1996 و1997). تتنوع الحكايات بين المضحك والمثير، مثل قصة توما روشي الذي كاد أن يسقط على الدرج في مطعم اللاعبين عام 1976، لكن اللاعب الأسطوري بيورن بورغ أنقذه.
يتذكر جوليان فيدير (44 عاماً) كيف تأخر في إعادة الكرة للاعب مارك روسيه أثناء نصف نهائي عام 1996، ليرد عليه اللاعب السويسري متضايقاً: "إذا كنت أزعجك، قل لي وسأذهب!" هذه اللحظات، وغيرها الكثير، تؤكد أن تجربة العمل كجامع كرات تمثل حلماً يتحقق للآلاف من الشباب.
يصف فالانتان لوفافر هذه التجربة بأنها "مغامرة إنسانية استثنائية"، وغالباً ما تكون الأجمل في حياة هؤلاء الشباب. الوصول إلى هذه الفرصة ليس سهلاً؛ فمن بين 6000 متقدم، يتم اختيار حوالي 300 فقط. يتطلب الدور لياقة بدنية وذهنية عالية، بما في ذلك الانتباه، وسرعة رد الفعل، والدقة في الحركات، خاصة عند تنفيذ تقنية "roulé" (التدحرج)، وهي طريقة تمرير الكرة على الأرض.
على الرغم من المسؤولية الكبيرة والضغط الذي قد يتعرضون له من اللاعبين (مثل نوفاك جوكوفيتش) الذين يلعبون من أجل رهانات عالية، فإن كونك جامع كرات يوفر تجربة ثرية للغاية. يتعلم الشباب العمل ضمن فريق، ويحتكون باللاعبين المحترفين، ويرون من الداخل كيف تُدار بطولة كبرى. إنها بمثابة فترة تدريب فريدة من نوعها.
على مر السنين، توسع برنامج جامعي الكرات في رولان غاروس ليشمل جميع اللاعبين المرخصين في فرنسا، ثم اتخذ طابعاً دولياً. في عام 2016، تم إنشاء برنامج تبادل مع بطولة أستراليا المفتوحة، ومنذ عام 2023، يتم تنظيم عمليات اختيار في دول ناطقة بالفرنسية مثل سويسرا وبلجيكا والسنغال.
تاريخ جامعي الكرات يوضح كيف يظل الدور البشري أساسياً، حتى في ظل التطور التكنولوجي وأتمتة بعض جوانب التنس. كتاب فالانتان لوفافر هو تكريم لهؤلاء "الأبطال غير المرئيين" في الملعب، والذين تشكل قصصهم، التي قد تمر دون أن يلاحظها أحد، جزءاً لا يتجزأ من أسطورة رولان غاروس.