البحار الفرنسي غيغ ريك سوده يخوض التحدي الأقصى: الإبحار حول العالم عكس اتجاه الرياح والتيارات

بعد مشاركته الأخيرة في سباق فاندي غلوب، أعلن المغامر والبحار الفرنسي غيغ ريك سوده عن عزمه خوض تحدٍ بحري جديد غير مسبوق من حيث الصعوبة. يستعد سوده للقيام برحلة إبحار فردية حول العالم في الاتجاه المعاكس – ضد اتجاه الرياح والتيارات البحرية السائدة – على متن يخت شراعي فائق السرعة من فئة "ألتيم" (Ultim).

يُعتبر مسار الإبحار "ضد الرياح والتيارات" من أصعب التحديات في رياضة الإبحار، ويتطلب شجاعة وقدرة على التحمل استثنائية، خاصة عند المرور بالمياه القاسية في المحيط الجنوبي. سيواجه البحار أمواجًا هائلة، عواصف عنيفة، ومقاومة لا تتوقف من قوى الطبيعة، خاصة عند اجتياز الرؤوس الشهيرة مثل رأس هورن ورأس الرجاء الصالح.

سوده البالغ من العمر 33 عامًا، والذي اكتسب شهرة عالمية برحلته السابقة حول العالم التي استمرت خمس سنوات برفقة دجاجة (بين عامي 2013 و 2018)، بالإضافة إلى عبوره المحيط الأطلسي مرتين بمفرده على متن قارب تجديف، أكد أنه يشعر بالجاهزية التامة لهذا التحدي الجديد. صرح سوده: "أشعر بأنني جاهز لتحطيم هذا الرقم القياسي للإبحار حول العالم عكس الاتجاه في يخت Ultim". وأضاف أن "هذا مشروع طموح للغاية كان يدور في ذهني منذ فترة طويلة. كل ما أنجزته منذ رحلتي الأولى حول العالم قد هيأني لذلك". تقوم شركة MACSF برعاية هذا المشروع.

من المقرر أن تبدأ الرحلة الكبرى لغيغ ريك سوده في شهر نوفمبر المقبل. هدفه هو تحطيم الرقم القياسي الحالي للإبحار الفردي في هذا الاتجاه، والذي يحمله مواطنه جان-لوك فان دن هيده وسجله قبل 21 عامًا على يخت أحادي البدن بزمن قدره 122 يومًا و 14 ساعة. يطمح سوده لإكمال الرحلة في أقل من 100 يوم، رغم أن المحاولات السابقة لتحقيق هذا الرقم على يخوت متعددة البدن لم تتكلل بالنجاح.

وأكد سوده أن هذا التحدي يتوافق مع شغفه بالبحر ورغبته في مواجهة قواه. قال: "أحب أن أكون وحيدًا في العنصر الذي يتحدث إليّ أكثر من أي شيء آخر، وهو البحر. أحب أن أواجه كل ما يحيط بي، فهناك أشعر بأنني حيٌّ وأنا على طبيعتي".

سيخوض سوده التحدي على متن اليخت التريمَران Ultim MACSF، الذي كان في السابق اليخت الشهير Géronimo العائد لأوليفييه دي كيرسوزون، والذي فاز بـ "كأس جول فيرن" عام 2004. وقد خضع اليخت لعملية إعادة بناء وتحديث في عام 2014.