
في كلمات قليلة
حقق متسلقا الجبال الفرنسيان ليف سنسوز وبيرتراند روش إنجازاً تاريخياً على قمة K2، حيث صعدا الجبل بدون استخدام الأكسجين ثم هبطا من القمة بواسطة مظلة باراموتور مزدوجة. هذا الإنجاز هو الأول من نوعه عالمياً ويبرز قدراتهما وشراكتهما.
دخل متسلقا الجبال الفرنسيان ليف سنسوز وبيرتراند «زيب» روش التاريخ بتحقيقهما إنجازاً غير مسبوق على جبل **K2 في باكستان**. في يوليو 2024، نجح الثنائي في **تسلق ثاني أعلى قمة في العالم** (8611 متراً) **بدون استخدام الأكسجين الإضافي**، ومن ثم الهبوط من القمة بواسطة مظلة باراموتور مزدوجة، مسجلين بذلك **رقماً قياسياً عالمياً** فريداً.
هذا **الإنجاز الجبلي العالمي** يجمع بين **تسلق بدون أكسجين** شديد الخطورة ومهارة فائقة في **هبوط باراموتور من قمة** جبل شاهق. ليف سنسوز، البطلة العالمية مرتين في التسلق، وبيرتراند روش، المحترف في الطيران بالمظلات، شاركا تفاصيل **مغامرة تسلق K2** الاستثنائية.
يتذكر بيرتراند روش الشعور على القمة قائلاً: «في الأعلى، أنت لست على الأرض بل على كوكب آخر. الضوء لا يُصدق، ورؤية الأفق وهو ينخفض تدريجياً تجربة فريدة، مجنونة تماماً». هذه الكلمات تجسد روعة اللحظة على القمة.
الصعود بدون أكسجين إلى ارتفاع مثل **K2** يمثل تحدياً هائلاً للجسم. في ما يُعرف بـ«منطقة الموت» (فوق 7500 متر)، يكون الهواء نادراً للغاية، وكل خطوة تتطلب جهداً هائلاً، ويتأثر العقل بالهلوسات. تشرح ليف سنسوز كيف أن الإحساس بالوقت يتشوه، مما يجعل أبسط المهام تستغرق وقتاً أطول بكثير مما يبدو. ومع ذلك، يؤكد روش أنهم يتسلقون الجبال ليس بحثاً عن المآسي، بل من أجل الفرح واكتشاف الذات، وأنهم مستعدون للعودة إذا أصبح الوضع خطيراً للغاية.
أصبحت ليف سنسوز من بين النساء القليلات جداً (حوالي عشر نساء فقط) اللواتي تمكنّ من **صعود K2 بدون أكسجين**. تجد في **الجبال الشاهقة** مصدراً للسعادة ومكاناً تتعلم فيه باستمرار عن نفسها. بالنسبة لها، الجبل تحدٍ واختبار للقوة، حيث لا يمكنك الغش، وعليك التوجه نحو الجوهر، وهو أمر غالباً ما نفقده في الحياة اليومية.
يؤكد الثنائي أن نجاحهما في **تسلق K2** كان بفضل شراكتهما الفريدة. يقول بيرتراند روش: «تفاهمنا يسير بشكل ممتاز لأننا على قدم المساواة». يتبادلون الملاحظات والمشاعر باستمرار، ويثق كل منهما بالآخر ثقة كاملة. هذه الثقة المتبادلة تجعل «حبل التسلق الخاص بنا، شراكتنا قوة فريدة في النهاية». كانت الرغبة في مشاركة هذا الإنجاز مع الشريك أمراً أساسياً، حيث أن «المرور بهذه التجربة وحيداً لم يكن ليخطر ببالي، لأنها ستفقد نكهتها».
قبل **مغامرة K2**، خضع الثنائي لتدريبات بدنية مكثفة على مستوى الرياضيين المحترفين. لم يتركا شيئاً للصدفة. تُعرض قصتهما في فيلم بعنوان «K2 حبيبتي»، والذي تم عرضه في مهرجان شاموني السينمائي.
بعد **النزول بالمظلة من قمة K2** بنجاح، لدى ليف وبيرتراند بالفعل فكرة عظيمة لتحدٍ جديد – إنجاز أول من نوعه أيضاً، لا يزال سراً حتى الآن.