باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا: انتصار الروح الجماعية وتألق دوناروما الخارق أمام أرسنال

باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا: انتصار الروح الجماعية وتألق دوناروما الخارق أمام أرسنال

في كلمات قليلة

تغلب باريس سان جيرمان على أرسنال ليبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا. شهدت المباراة أداءً جماعياً مميزاً من باريس، وتألقاً لافتاً للحارس دوناروما، وهدفاً مهماً من رويز، بالإضافة إلى تصريحات مثيرة للجدل لمدرب أرسنال واحتفالات جماهيرية كبيرة.


حقق نادي باريس سان جيرمان الفرنسي إنجازاً تاريخياً بتأهله إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عقب فوزه على أرسنال الإنجليزي بنتيجة 2-1 في مباراة الإياب على ملعب "حديقة الأمراء". هذا التأهل لم يكن مجرد فوز، بل كان تتويجاً لجهد جماعي استثنائي وأداء فردي مبهر من بعض اللاعبين.

ربما كان هذا الموسم هو الأقل توقعاً لباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا من حيث التوقعات المسبقة، ومع ذلك، وصل الفريق إلى النهائي. هذا ما يجعل كرة القدم ساحرة، فهي قادرة على قلب التوقعات وإذهال الجميع. بدون نجوم كبار مثل نيمار، ميسي، ومبابي، أظهر النادي الباريسي أنه يمتلك فريقاً حقيقياً قوياً. لقد هزموا أندية قوية من الدوري الإنجليزي الممتاز (مانشستر سيتي، ليفربول، أستون فيلا، وأرسنال)، مؤكدين أن النجوم وحدهم لا يجلبون البطولات، بل الروح القتالية والعمل الدؤوب والتضحية. أضاف المدرب لويس إنريكي مزيجاً من الجودة في كل الخطوط لينتج فريقاً يخشاه الجميع في أوروبا.

أحد اللاعبين الذين تألقوا بشكل لافت هو لاعب الوسط الإسباني فابيان رويز. لفترة طويلة، قدم رويز مستويين متباينين: رائع مع المنتخب الإسباني، وباهت في باريس. كان يُخشى أن يتأثر بوصول لويس إنريكي، الذي سبق أن استبعده من حساباته في المنتخب وتجاهله في قائمة كأس العالم 2022. ولكن هذا الموسم شهد تحولاً كبيراً. قدم رويز أداءً ذكياً وهادئاً ومؤثراً، وكان هدفه الرائع في الشوط الأول ضد أرسنال، والذي جاء عكس مجريات اللعب، بمثابة دفعة معنوية هائلة للفريق. كان هدفاً ساحراً، وهو الأول له في دوري أبطال أوروبا، وجاء في وقته تماماً.

من المستحيل الحديث عن تأهل باريس سان جيرمان دون الإشارة إلى الدور الحاسم الذي لعبه الحارس جيانلويجي دوناروما. كان رجل المباراة في مباراة ليفربول، أفضل لاعب في مباراة برمنغهام، رجل المباراة في ملعب الإمارات، ومرة أخرى رجل المباراة ضد أرسنال في الإياب. إذا كان باريس في النهائي، فالجزء الأكبر من الفضل يعود إلى 'جيجيو'. تصدياته الخارقة في بداية اللقاء، وخروجه القوي من مرماه، أظهرت مدى أهميته. كان حاسماً، وهو ما أصبح معتاداً منه في دوري أبطال أوروبا.

بعد صافرة النهاية، احتفلت البعثة الباريسية بأكملها، من المدرب لويس إنريكي وجهازه الفني إلى اللاعبين، في مشهد يعكس الاتحاد والروح الجماعية. ملعب "حديقة الأمراء" اشتعل بالفرحة والهتافات والألعاب النارية. وقف أكثر من 48 ألف متفرج، والبسمة تعلو وجوههم، يلوحون بالأعلام والهواتف، مدركين أنهم يعيشون لحظة تاريخية واستثنائية. كان مشهداً لا يُنسى يدل على ليلة عظيمة.

على الجانب الآخر، لم يتقبل ميكيل أرتيتا، مدرب أرسنال، الهزيمة بشكل رياضي كامل. رغم تهنئته الرسمية لباريس سان جيرمان بالتأهل في المؤتمر الصحفي، إلا أنه كرر مراراً وتكراراً أن أفضل لاعب في مباراتي نصف النهائي كان دوناروما (دون تسميته صراحة)، وأن ذلك يعني أن فريقه أتيحت له العديد من الفرص. لم يكن كلامه صحيحاً بالكامل، ولكنه أيضاً لم يكن خاطئاً تماماً. اختتم تصريحاته قبل مغادرة القاعة بالقول إن "الفريق الأفضل خسر". سواء كان يعتقد ذلك حقاً أم كان يتصرف بعصبية، فإن باريس استحق التأهل وكان الأفضل على مدار 180 دقيقة.

احتفالات التأهل شابها بعض التجاوزات المؤسفة خارج الملعب. وقعت اشتباكات مع قوات الشرطة، وإشعال حرائق في سيارات، وتم القبض على عدة أشخاص. مثل هذه الأحداث تُعطي مادة لمن ينتقدون وتشوه فرحة الإنجاز.

يجب الإشارة أيضاً إلى البداية السيئة للغاية للمباراة من جانب باريس سان جيرمان. توقع الجميع أن يكون الفريق هجومياً وسيطرته واضحة، لكننا رأينا فريقاً مرتبكاً، يفتقد الاستحواذ على الكرة، ومجبراً على اللعب على الهجمات المرتدة. لحسن الحظ، كانت الظروف في صالح باريس، وكان جيجيو دوناروما في يومه. المؤكد أن بداية باريس للمباراة كانت سيئة بقدر سوء بداية أرسنال في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي. 15 دقيقة صعبة كادت تكلف الفريق الكثير، لكن لحسن حظ الجماهير الباريسية، لم يحدث ذلك.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.