باريس سان جيرمان وآرسنال: خمسة أسئلة تحسم معركة الإياب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

90 دقيقة فقط تفصل أحد الفريقين عن تحقيق الحلم. أو ربما 120 دقيقة وركلات ترجيح إذا لزم الأمر. بعد فوزه 1-0 خارج ملعبه في مباراة الذهاب الثلاثاء الماضي، يستضيف باريس سان جيرمان نادي آرسنال مساء الأربعاء على ملعب بارك دي برنس، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. صافرة البداية ستنطلق في الساعة 9 مساءً بتوقيت وسط أوروبا. ما هو الهدف؟ إنهاء المهمة والتأهل إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخ النادي، بعد عام 2020.

ماذا حدث في مباراة الذهاب؟

آرسنال خيّب الآمال. سواء في المدرجات أو على أرض الملعب. الفريق الذي نصّب نفسه المرشح الأول للبطولة بحسب مدربه ميكيل أرتيتا، بدأ المباراة بـ 20 دقيقة من الغياب، تلقى خلالها هدف باريس سان جيرمان. ثم رفع الفريق الإنجليزي من إيقاعه، مما أجبر خط دفاع باريس على التراجع، ونجح في تسجيل هدف ألغي بداعي التسلل الطفيف في بداية الشوط الثاني. سيطر باريس سان جيرمان على مجريات اللعب، بل وأتيحت له فرص كبيرة لزيادة النتيجة في الدقائق الأخيرة. في النهاية، فوز باريس سان جيرمان كان منطقيًا. أرقام الشوط الثاني كانت في صالحهم. أبطال فرنسا فعلوا ما عليهم. أما بخصوص الأجواء، فقد وُعد لاعبو باريس بـ«الجحيم» الجماهيري، لكن في الحقيقة، كان صوت جمهور باريس سان جيرمان هو الأعلى.

هل يمكن لعودة توماس بارتي أن تغير كل شيء؟

هذا ما يأمله مشجعو آرسنال على الأقل. تحدثنا عن إمكانية التفوق البدني لآرسنال في خط الوسط في مباراة الذهاب، لكننا لم نرَ شيئًا من هذا القبيل. يعود ذلك جزئيًا إلى غياب توماس بارتي، الذي كان موقوفًا في ملعب الإمارات الثلاثاء الماضي بسبب تراكم البطاقات الصفراء. يعتبر بارتي لاعبًا أساسيًا في خطة ميكيل أرتيتا، هذا اللاعب القوي الذي يبلغ طوله 1.85 متر افتقده آرسنال بشدة ضد باريس سان جيرمان. عودته ستسمح أيضًا برفع ديكلان رايس خطوة للأمام في خط الوسط، وتمنح ميكيل أرتيتا إمكانية إعادة ميكيل ميرينو إلى دوره كـ«مهاجم وهمي». باختصار، اللاعب الغاني الدولي البالغ من العمر 31 عامًا، والذي سينتهي عقده نهاية الموسم، سيغير وجه آرسنال بلا شك. أما القول بأنه سيغير شكل المباراة بالكامل، فهذا ما سنراه.

باريس مع عثمان ديمبيلي أم بدونه؟

هذا هو السؤال الأبرز، وهو تقريبًا الشك الوحيد الحقيقي حول التشكيلة الأساسية لباريس سان جيرمان في هذه المباراة. بعد تعرضه لكدمة طفيفة في مباراة الذهاب، استأنف عثمان ديمبيلي التدريبات الجماعية يوم الاثنين. هو ضمن قائمة اللاعبين المستدعين، وعلى ما يبدو، كل المؤشرات إيجابية. قال المدرب لويس إنريكي: «سيكون متاحًا لي». كان الأمر مجرد قلق بسيط. ومع ذلك، ليس مستبعدًا أن يبدأ اللاعب الفرنسي الدولي المباراة من مقاعد البدلاء، لتجنب أي مخاطرة. في هذه الحالة، سيتعين على لويس إنريكي الاختيار بين برادلي باركولا وغونسالو راموس. بالنسبة للبقية، لا مفاجآت متوقعة: جيانلويجي دوناروما في حراسة المرمى، أشرف حكيمي، ماركينيوس، ويليان باتشو ونونو مينديز في الدفاع، فيتينيا، جواو نيفيز وفابيان رويز في خط الوسط، خفيشا كفاراتسخيليا وعلى الأرجح ديزيريه دويه في الهجوم.

ماذا تقول الإحصائيات؟

قبل مواجهة آرسنال، فاز باريس سان جيرمان خارج ملعبه في مباراة الذهاب في المسابقات الأوروبية 19 مرة. تأهل في 18 منها. سجل شبه مثالي، الاستثناء الوحيد كان الهزيمة المهينة أمام الفريق الرديف لمانشستر يونايتد في عام 2019، تحت قيادة توماس توخيل (2-0 ذهابًا، 1-3 إيابًا). يُذكر أن باريس سان جيرمان فاز خارج ملعبه بنفس النتيجة 1-0 خمس مرات في تاريخه الأوروبي، وتأهل في جميع المرات الخمس. آخرها كان في عام 2001 في كأس إنترتوتو.

أين، متى، وضد من سيكون النهائي؟

بعد مباراة نصف نهائي لا تُنسى، سينتظر إنتر ميلان الفائز من مواجهة باريس سان جيرمان وآرسنال في النهائي المقرر يوم 31 مايو في ملعب أليانز أرينا في ميونيخ. النادي الباريسي غالبًا ما واجه الأندية الإيطالية في تاريخه الأوروبي، مثل يوفنتوس (10 مباريات)، وميلان (6)، ونابولي (4)، وبارما (2)، وبريشيا (2)، وأتالانتا (1). وماذا عن إنتر؟ لم يلتقيا رسميًا أبدًا. ستكون هذه المرة الأولى في مباراة رسمية. في المباريات الودية، واجه إنتر باريس سان جيرمان ست مرات، آخرها في عام 2023 في طوكيو، حيث فاز إنتر 2-1 على الرغم من افتتاح فيتينيا للتسجيل. يُلاحظ أن 13 لاعبًا ارتدوا قميص الناديين، من بينهم أشرف حكيمي. شيء واحد مؤكد: في حالة التأهل، لن يكون لويس إنريكي مستاءً من تجنب مواجهة ناديه السابق، برشلونة. قال في عام 2024: «أتمنى ألا ألعب ضدهم مرة أخرى هذا الموسم، لا أستطيع تخيل نهائي ضد البارسا»، واصفًا تلك اللحظة بـ«الرهيبة» بالنسبة له. يبقى تجاوز عقبة آرسنال مساء الأربعاء. وهذا، من الواضح، لم يُحسم بعد...