باريس سان جيرمان يدخل التاريخ ويسحق إنتر ميلان 5-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا

باريس سان جيرمان يدخل التاريخ ويسحق إنتر ميلان 5-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا

في كلمات قليلة

حقق نادي باريس سان جيرمان فوزاً مدوياً على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتوج باللقب القاري الأغلى للمرة الأولى في تاريخه في هذه الحقبة الحديثة. النتيجة عكست تفوق البي إس جي التكتيكي والفني تحت قيادة المدرب لويس إنريكي.


سجل نادي باريس سان جيرمان صفحة جديدة ومضيئة في تاريخه وتاريخ كرة القدم الفرنسية، محققاً انتصاراً كبيراً في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا. في المباراة النهائية التي أقيمت في ميونخ، اكتسح الفريق الباريسي نظيره إنتر ميلان بخمسة أهداف دون رد، ليؤكد تفوقه المطلق.

كانت هذه الأمسية لا تُنسى بحق. بالنسبة لباريس سان جيرمان، لاعبيه، جهازه الفني، إدارته، وكذلك للمشجعين. لطالما واجهت الأندية الفرنسية صعوبات في المسابقات الأوروبية، وكانت الإحباطات تفوق لحظات الفرح في كثير من الأحيان. لكن ليلة السبت غيّرت كل شيء.

إذا كان الأقدمون يتذكرون رأسية بولي الشهيرة التي منحت أولمبيك مارسيليا اللقب عام 1993، فإن الجيل الحالي من مشجعي البي إس جي سيتذكر اللحظات الساحرة التي قدمها ديزيريه دويه على ملعب ميونخ. لكن الأهم من ذلك كله هو القوة الجماعية التي ظهر بها باريس سان جيرمان؛ لقد كانوا فريقاً حقيقياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فريق يلعب كرة قدم جميلة، ملتزم تكتيكياً، شرس، واثق من قوته، وموهوب بشكل لافت. كان مشهد لعبهم ممتعاً للغاية.

لا يسعنا إلا الإشادة بالمدرب لويس إنريكي. بصراحة، لم نوفره من الانتقادات خلال الجزء الأول من الموسم، خاصة بخصوص بعض خياراته وتصريحاته. لكن، كما يقول المثل، العبرة بالخواتيم. ويجب أن نعترف أن خطة المدرب الإسباني سارت على أكمل وجه هذا الموسم. فبدون كيليان مبابي، الذي غادر الفريق، حصد باريس سان جيرمان جميع الألقاب المحلية الممكنة، وينتظرهم الآن كأس العالم للأندية، والأهم هو بصمة لويس إنريكي الواضحة في التتويج بلقب دوري الأبطال. لقد تم سحق إنتر بطريقة غير مسبوقة هذا الموسم، والمهندس الرئيسي لهذه التحفة الكروية ليس سوى عقل المدرب. تهانينا سيد لويس إنريكي!

ديزيريه دويه، الشاب الموهوب البالغ من العمر 19 عاماً، تم اختياره رجل المباراة. على غرار لامين يامال العام الماضي بعد نصف نهائي اليورو، حضر دويه للمؤتمر الصحفي بعدما تألق بشكل لافت. التشابه بين اللاعبين ليس من قبيل المصادفة، فموهبتهما لا تخطئها العين، ونضارتهما تبعث الروح في كرة القدم. ضد إنتر، لم يسجل فقط، بل كان تهديداً مستمراً لدفاع الخصم، دون أن يفرط في استعراض مهاراته التقنية بسهولة. هذه سمة اللاعبين الكبار. هل هو نجم قادم بقوة؟ اللاعب السابق لرين يمتلك كل المقومات ليصبح جوهرة كرة القدم الفرنسية. الجزء الأصعب يبدأ الآن، وعليه أن يثبت نفسه أكثر.

عثمان ديمبيلي لم يسجل في النهائي، ولكن ماذا في ذلك؟ كما في كل مباريات خروج المغلوب هذا الموسم، كان اللاعب الدولي الفرنسي حاسماً للغاية، وغالباً ما كان له الفضل في أكثر من هدف. سجل "ديمبوز" (لقبه) هدفين في مباراتين سابقتين في الإقصائيات، وفي النهائي قدم تمريرتين حاسمتين، ليترك مهمة التهديف لزملائه. هذه هي قوة هذا الفريق. ولكن بعيداً عن التمريرات الحاسمة، كان ديمبيلي ثميناً بشكل مفرط في العمل التكتيكي والضغط. مثال بسيط: قضى الأمسية يضغط بقوة على حارس إنتر يان سومر، مما أجبره على تشتيت العديد من الكرات ورميها خارج الملعب. هذا العمل لا يقدر بثمن. هل تتذكرون اللقطة التي كان فيها لويس إنريكي يطلب هذا النوع من الضغط من مبابي العام الماضي؟ ديمبيلي لبى الطلب، وقدم المثال، وتألق أيضاً في المهام الخفية. هذا هو معنى القائد الحقيقي.

كانت أجواء المباراة رائعة وتليق بالحدث الكبير، وباريس سان جيرمان تفوق أيضاً في المدرجات. لم نأخذ وقتاً طويلاً لفهم أن باريس سيهيمن على معركة الجماهير أيضاً. يكفي أن ترى الأعلام الصغيرة التي جلبها مشجعو إنتر مقارنة باللافتات الضخمة والتيفو الخاص بمشجعي باريس لتقتنع بذلك. النتيجة: باريس سان جيرمان 1، إنتر 0 حتى قبل بداية المباراة. وتأكد هذا التفوق لاحقاً، حيث قدم مشجعو باريس أفضل أداء من حيث الحماس، الأهازيج، وكل شيء. لا شك أن سيناريو المباراة الساحق ساعدهم في ذلك... مشجعو إنتر كانوا يذرفون الدموع في منتصف الشوط الثاني، دموع الحزن والهزيمة التي لم يعد فيها أي شك. على أي حال، كانت أجواء عظيمة تليق بالأمسية التاريخية. في الملعب والمدرجات، باريس كان متفوقاً بفارق كبير.

بالتأكيد، كان يمكن القول قبل انطلاق المباراة إن باريس يتفوق على إنتر. فريق إيطالي كان يحلم بتحقيق الثلاثية قبل أسابيع قليلة، لكنه خرج خالي الوفاض. في النهاية، لم يقدم إنتر أي منافسة تذكر. الفارق في المستوى بين الفريقين كان واضحاً جداً. كما قال أحدهم: "منذ صافرة البداية، لم نستحق الفوز". بالتأكيد، مشجعو باريس يفرحون بهذا الأداء الكاسح. لكن ربما كان المشجعون الآخرون يتمنون رؤية منافسة حقيقية. ما حدث كان سيطرة مطلقة من البداية للنهاية.

اقتحم بعض مشجعي باريس الملعب في ميونخ بعد صافرة النهاية، رغم التواجد الشرطي المكثف على أرض الملعب. لم تقع أي حوادث خطيرة، حيث أعاد المشجعون أنفسهم إلى المدرجات دون اشتباكات. تعاملت قوات الأمن بحكمة مع الموقف لتجنب أي تصعيد، وفي النهاية لم تكن هناك أي مشاكل كبيرة.

وجد المدرب سيموني إنزاغي نفسه في موقف محرج في المؤتمر الصحفي. كان يعلم أن الأسئلة لن تتوقف عند الهزيمة الساحقة، بل ستتطرق أيضاً إلى الشائعات المنتشرة حول رحيله المحتمل إلى المملكة العربية السعودية، حيث ينتظره عقد ضخم. أجاب في البداية بلباقة، أو بالأحرى تهرب من الإجابة قائلاً "ليس الوقت المناسب لمناقشة هذه الأمور"، قبل أن يبدأ في إظهار بعض الانزعاج مع تكرار الأسئلة. ومع ذلك، لم ينف المدرب الإيطالي الشائعات، بل اكتفى بالتهرب. هذا الإحراج مشروع وهو مسؤول عنه جزئياً، لأنه قبل الدخول في مفاوضات مع مسؤولي نادي الهلال السعودي، وهو يعلم جيداً أن هذه الاتصالات ستتسرب للجمهور. من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.