باريس سان جيرمان يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه: احتفالات صاخبة تجتاح باريس بعد الفوز على إنتر ميلان

باريس سان جيرمان يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه: احتفالات صاخبة تجتاح باريس بعد الفوز على إنتر ميلان

في كلمات قليلة

في 31 مايو 2025، فاز نادي باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد تغلبه على إنتر ميلان. تفاعلت المدينة بأكملها مع هذا الإنجاز بفرحة عارمة واحتفالات ضخمة في الشوارع استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، رغم وقوع بعض المناوشات.


يوم 31 مايو 2025، سُجل في صفحات تاريخ كرة القدم الفرنسية بحروف من ذهب. نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم، وللمرة الأولى في تاريخه الطويل، حصد لقب دوري أبطال أوروبا المرموق، بعد فوزه في المباراة النهائية على إنتر ميلان. هذا الإنجاز الذي طال انتظاره أطلق العنان لموجة عارمة من الفرح والاحتفالات الضخمة التي اجتاحت العاصمة الفرنسية بأكملها.

اللحظة التي حلم بها عشاق النادي الباريسي لسنوات عديدة حانت في تمام الساعة 23:07. داخل ملعب حديقة الأمراء، انفجرت أصوات 48 ألف مشجع بصرخة واحدة عندما شاهدوا على الشاشات العملاقة قائدهم ماركينيوس وهو يرفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين، الكأس التي يحلم بها كل عاشق لكرة القدم والتي طالما استعصت على النادي. رفع المشجعون الأوشحة، والتقطوا الصور بهواتفهم لتوثيق اللحظة، بينما بكى آخرون واتصلوا بأحبائهم أو احتضنوا من كانوا غرباء قبل لحظات.

عبر دليل (19 عاماً) عن مشاعره التي فاقت التوقعات قائلاً: "ربما لا يدرك البعض، لكن هذا اللقب يعني الكثير. لقد عانينا كثيراً مع باريس سان جيرمان، مررنا بالهزائم، والسنوات الصعبة، والإقصاءات المؤلمة من دوري أبطال أوروبا. لا أحد يستحق هذه الكأس أكثر منا". بهذا الفوز، انضم باريس سان جيرمان إلى نادي مارسيليا، النادي الفرنسي الوحيد الذي فاز باللقب سابقاً (عام 1993).

كانت التحضيرات لهذه الليلة التاريخية قد بدأت منذ وقت مبكر، حيث تجمع آلاف المشجعين في جميع أنحاء العاصمة، وخاصة في حديقة الأمراء التي فتح النادي أبوابها لـ 48 ألف متفرج لمشاهدة المباراة على الشاشات. أمضى المشجعون ساعات طويلة قبل المباراة في الهتاف، وإشعال الألعاب النارية، وشرب البيرة، تحت أنظار 5400 شرطي تم نشرهم في باريس لضمان الأمن. استذكر البعض المسيرة الطويلة للنادي منذ منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، عندما كان الفريق يكافح لتجنب الهبوط.

يعلق برنارد، الذي حضر أول مباراة له في حديقة الأمراء عام 1976: "الشباب لم يعرفوا سوى عهد الملكية القطرية [التي استحوذت على النادي عام 2011] والنجاحات الكبيرة التي جاءت معها، لكننا عانينا كثيراً لنصل إلى هنا". بالنسبة له، كانت هذه المباراة فرصة ذهبية للحاق بالغريم "مارسيليا" وكتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي الباريسي.

48 ألف مشجع في حديقة الأمراء أحدثوا ضجيجاً هائلاً. بعد عرض موسيقي قبل المباراة شارك فيه مغنيا الراب غيزو وفرانغليش، أمضى الملعب بأكمله المباراة واقفاً يهتف ويشجع – وهو أمر نادر في ملاعب كرة القدم حيث يقف عادةً فقط المشجعون "الألتراس".

كانت ليلة السبت مختلفة، تماماً مثل سيناريو المباراة المليء بالأهداف. الهدف الأول، الذي سجله النجم المغربي أشرف حكيمي بعد اثنتي عشرة دقيقة فقط، أشعل حديقة الأمراء، حيث احمرت المدرجات من قنابل الدخان التي أضاءت جنبات الملعب الأربعة. تكرر المشهد مع الهدف الثاني بعد ثماني دقائق، والذي كان سبباً في احتضان لا يُنسى بين جو وألكسيس، صديقين قدما من بورج. جو كان قد راهن بمبلغ كبير على فوز باريس سان جيرمان، بينما لاحظ ألكسيس جنون اللحظة قائلاً: "الناس لا يعرفون بعضهم البعض لكنهم يتعانقون ويحملون في قلوبهم لاعبين لا يعرفونهم على الإطلاق".

مع وصول النتيجة إلى 3-0، غنى الجمهور أغنية "Et 1, et 2, et 3-0" الشهيرة من نهائي كأس العالم 1998، قبل أن يهتفوا "هنا باريس" (Ici c'est Paris) وبقية أناشيد النادي الباريسي احتفالاً بالهدفين الرابع والخامس اللذين نقلا المباراة والاحتفال إلى بعد آخر. عند صافرة النهاية، أضاءت الألعاب النارية سماء حديقة الأمراء، وصدحت أغنية Queen "We Are the Champions" في أرجاء الملعب، وبدأت الجماهير في الاحتفال الذي كان الجميع يدرك أنه سيكون طويلاً وجميلاً.

في الشوارع، انفجرت الألعاب النارية، وصدحت أبواق السيارات، وتحولت المدينة بأكملها إلى فوضى منظمة من الفرح. كانت هناك صور جميلة لا تُنسى: تجمعات ضخمة في الميادين، صور عائلية مليئة بالفرح، عروض للألعاب النارية. لكن كانت هناك أيضاً حوادث شوهت الاحتفال قليلاً: بعض صناديق القمامة والسيارات المحترقة، واجهات محلات تعرضت للتخريب، وقوات مكافحة الشغب تفرق الحشود. بحلول الساعة الثانية صباحاً، كانت الشرطة قد اعتقلت 294 شخصاً، وفقاً لمديرية شرطة باريس التي نشرت انتشاراً أمنياً كبيراً في باريس وحول الشانزليزيه. اندلعت بعض المناوشات أيضاً، مثل تلك التي وقعت قرب بوابة سان كلود، بالقرب من حديقة الأمراء، حيث تم إغلاق الطريق الدائري لبضع دقائق.

لكن هذه الحوادث لم تفسد فرحة ماري، كريم، ميليسا، إيزايا، ستيفان وجميع الباريسيين الذين التقينا بهم في المدينة. "ليلة كهذه لا تحدث إلا مرة واحدة في العمر"، قال أحد المشجعين لآخر شعر وكأنه "في حلم". بكى دييغو وهو يقول: "هذا أقوى من كأس العالم، لأنه باريس، نادينا"، وكان قد وعد بأن يذرف دمعة، سواء فاز باريس سان جيرمان أو خسر.

في النهاية، سارت الأمور على ما يرام. ماثيو، الذي جاء من نيم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والتقينا به في الشانزليزيه، سيظل يتذكر هذه الليلة بعد ثلاثين عاماً. "مارسيليا فاز بدوري الأبطال في ميونخ، وباريس يفوز بها هنا أيضاً. لست مؤمناً بالخرافات، لكن يبدو أنها كانت مكتوبة"، يضحك ماثيو وهو في الثلاثينيات من عمره، ويعرف بالفعل ماذا سيفعل يوم الأحد: سيعود إلى الشانزليزيه وسيشتري نسخة من جريدة ليكيب (L'Equipe) ليضعها في إطار في منزله. العنوان الرئيسي المتوقع؟ "هنا جنة" (Ici, c'est Paradis).

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.