في كلمات قليلة
مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان يقدم تحليلاً مفصلاً لنهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان، مشيراً إلى أهمية اللقب وتحديات المباراة النهائية. كما يعبر عن احترامه لعمل لويس إنريكي ويحلل الفروقات التكتيكية بين الفريقين.
شارك ديدييه ديشان، مدرب منتخب فرنسا والفائز بدوري أبطال أوروبا كلاعب مع مارسيليا عام 1993، رؤيته حول نهائي دوري أبطال أوروبا المرتقب بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان.
خلال مؤتمر صحفي في كليرفونتين استعداداً لنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، أجاب ديشان بصدر رحب على أسئلة متعددة تتعلق بمفاتيح الفوز في النهائي، وتقييمه للفريقين، وعمل المدرب لويس إنريكي.
هل نهائي دوري الأبطال نقطة تحول في مسيرة اللاعب؟ يجيب ديشان: «لا أعرف ما إذا كان نقطة تحول، ولكن على مستوى الأندية، هو أهم لقب يمكن الفوز به. إنها أجمل البطولات الأوروبية». وأضاف أن المباريات النهائية دائماً ما تكون لها ظروف خاصة، حيث يلعب الفريق كل شيء على مباراة واحدة. وأصعب جزء، والذي يختلف فيه رد فعل الأفراد، هو التحكم في العواطف. «إدارة المشاعر صعبة. كلما خضت مباريات نهائية أكثر، أصبحت أفضل في التعامل معها، ولكن هذا لا يمنع من الفوز حتى لو لم تكن لديك خبرة كبيرة».
يشارك سبعة لاعبين من المنتخب الفرنسي (هيرنانديز، زائير إيمري، باركولا، دويه، ديمبيلي، بافارد، تورام) في النهائي. قال ديشان إنه لن يرسل لهم أي رسائل خاصة: «عندما يكونون مع أنديتهم، أتركهم وشأنهم، ولا أتدخل في حياة الأندية. لا يوجد شيء مخطط له، ولا يوجد أي التزام بخصوص ذلك. يمكنهم مشاهدة المباراة معاً أو في غرفهم».
بعد النهائي، سيتعين على اللاعبين التحول بسرعة للتركيز مع المنتخب. أشار ديشان إلى أنه على الرغم من أن الفوز يكون دائماً أكثر إيجابية من الناحية النفسية، فقد مر بالتجربتين (الفوز والخسارة) كلاعب قبل الانضمام للمنتخب. «يجب أن يكونوا قادرين على التغيير بسرعة، حتى لو لم يكن هناك الكثير من الوقت لأن مباراة المنتخب قادمة يوم الخميس». وأعرب عن أمله في ألا تكون هناك إصابات، نظراً للغيابات الموجودة بالفعل (أوباميكانو، صليبا، كوندي). «بعضهم سيكون مبتسماً والبعض الآخر لا مساء السبت. سأمنحهم يومين راحة، ويوم الثلاثاء (في التدريب) سيتعين عليهم التركيز على ما ينتظرنا، وليست أي مباراة عادية».
وعن النقاش حول دعم الفائزين بدوري الأبطال مع مارسيليا عام 1993 لباريس سان جيرمان، قال ديشان بوضوح: «سأدعم باريس سان جيرمان نعم، ولحسن الحظ، هذا ما يمليه عليّ منصبي، حتى لو كنتم تعلمون ماضيي. أريد أن يفوز باريس سان جيرمان بالنهائي، ليس لأني أتمنى السوء لبنجامين [بافارد] وماركوس [تورام]، لقد فهمتم قصدي».
من الناحية الفنية، ما الذي يعجبه في أداء باريس سان جيرمان وإنتر؟ قال ديشان: «هما خطتان مختلفتان سمحتا لهما بالوصول إلى ما هما عليه. رأينا أن الأمور تحسم بتفاصيل صغيرة في المباريات الإقصائية، كما هو الحال دائماً. ولكن للفوز بالنهائي، يجب أن تفعل كل شيء بشكل صحيح. سواء بالكرة أو بدونها».
وصف أداء باريس سان جيرمان بأنه يعتمد على الاستحواذ، التمركز المحدد في بناء اللعب من الخلف، وقدرة خط الوسط على الاحتفاظ بالكرة. «كرروا ذلك واليوم يقومون به جميعاً بشكل جيد، بل جيد جداً». وأشار أيضاً إلى قدرتهم على الضغط العالي فور فقدان الكرة، مما يترك وقتاً قصيراً للخصم لإيجاد حلول. أما إنتر ميلان فهو مختلف: «إنتر قادر على امتلاك الكرة ولكن أيضاً على اللعب بدونها (على عكس باريس سان جيرمان)، يؤذي الخصم بشدة في التحولات الهجومية، اللعب العمودي، والكرات الثابتة، ولديهم خبرة أكبر. 8 لاعبين منهم خاضوا النهائي قبل عامين، وهذا ميزة لهم. باريس فريق شاب جداً، لديه جودة عالية، واليوم، يعرفون جميعاً ما يجب عليهم فعله. كل شيء سيعتمد على ما يفعله الخصم. هذا يعد بنهائي جميل».
أشاد ديشان بعمل لويس إنريكي، الذي تعرض لانتقادات عديدة في الشتاء قبل أن يتحول المديح. «لدي الكثير من الاحترام له، ولما يفعله. تهانينا له لأنه التزم بأفكاره. عندما تحصل على فرصة للفوز بلقب كبير، يمكنك تحقيق ذلك بطرق مختلفة، المهم هو التكيف مع اللاعبين الذين لديك، واستخلاص أقصى ما يمكن من مجموعتك». الفرق الوحيد (مع المنتخب) هو أن مدرب النادي لديه وقت أطول للعمل مع لاعبيه. «كمدرب منتخب، الأمر أكثر تعقيداً، هناك عدد قليل من الحصص التدريبية، ليس نفس اللاعبين... مع خمس تجمعات في السنة... هذا هو نجاحه، حتى لو كان يعتمد أيضاً على عمل لاعبيه».
تجدر الإشارة إلى أن باريس سان جيرمان قرر فتح أبواب ملعب بارك دي برانس بأقصى سعته للجماهير لمشاهدة بث مباشر لنهائي دوري أبطال أوروبا مساء السبت، نظراً للحماس الكبير الذي أحدثه الحدث.
