
في كلمات قليلة
يتقابل فريقا باريس سان جيرمان وريمس في نهائي كأس فرنسا. كلا الفريقين يواجه ضغوطاً بسبب مباريات مفصلية قادمة: سان جيرمان لديه نهائي دوري أبطال أوروبا، وريمس يخوض ملحق البقاء في ليغ 1. هذا النهائي يمثل فرصة لهما للفوز بلقب مهم وتعزيز الثقة قبل استحقاقات أهم.
يشهد يوم السبت القادم على ملعب "ستاد دو فرانس" في سان دوني، المواجهة النهائية لكأس فرنسا بين فريقي باريس سان جيرمان وستاد ريمس. تحمل هذه المباراة أهمية خاصة وتتجاوز مجرد التنافس على اللقب المحلي، حيث أن كلا الفريقين يضع في اعتباره لقاءات حاسمة ومصيرية ستجري في الأسبوع الذي يليه.
بالنسبة لباريس سان جيرمان، ينصب التركيز الأكبر على نهائي دوري أبطال أوروبا المنتظر ضد إنتر ميلان يوم السبت المقبل. ورغم تأكيد المدرب لويس إنريكي بأنه "لن يشرك أي لاعب غير مركز"، إلا أن التفكير في فرصة تحقيق المجد الأوروبي بعد سنوات من الانتظار يعد أمراً طبيعياً ومعقداً. دوري أبطال أوروبا هو الهدف الأسمى لباريس سان جيرمان منذ استحواذ قطر عام 2011. محلياً، لا يجد الفريق الباريسي منافساً حقيقياً، والأحلام الكبيرة مرتبطة بالساحة الأوروبية فقط. في المقابل، يؤكد القائد ماركينيوس، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس فرنسا (ثماني مرات)، أن "أفضل طريقة للاستعداد لنهائي دوري الأبطال هي الفوز بنهائي السبت". يسعى سان جيرمان لتحقيق لقبه السادس عشر في كأس فرنسا، وهو رقم قياسي، ولفرصة تحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري، الكأس المحلي، دوري الأبطال).
خسارة أمام ريمس ستكون وصمة عار، خاصة وأن فرصة تحقيق هذه الثلاثية قد لا تتكرر بسهولة. اللاعبون يرغبون في "صناعة التاريخ".
يضاف إلى ذلك الخوف من الإصابات. اللعب ببطء أو بتردد هو أفضل طريقة لتعريض النفس للإصابة. لحسن الحظ، باستثناء بريسنيل كيمبيمبي، فإن قائمة لاعبي سان جيرمان كاملة تقريباً. الجدول المزدحم، خاصة بعد نصف نهائي دوري الأبطال ضد أرسنال، يتطلب من الفريق الحفاظ على إيقاع اللعب بدلاً من الحصول على راحة. الفوز بالكأس سيعزز الثقة قبل التوجه إلى ميونخ.
بالنسبة لستاد ريمس، الوضع أكثر تعقيداً. التعادل الأخير بين ستراسبورغ ولوهافر (2-3) دفع بريمس إلى المركز السادس عشر في الدوري الفرنسي الدرجة الأولى (ليغ 1)، مما يعني ضرورة خوض مباراتي الملحق من أجل البقاء في الدرجة الممتازة. والمفارقة أن نهائي كأس فرنسا يأتي بين مباراتي هذا الملحق الحيوي ضد ميتز. خسر ريمس مباراة الذهاب على أرضه 0-1، وسيخوض مباراة الإياب خارج أرضه يوم الخميس القادم. البقاء في ليغ 1 هو الأولوية المطلقة.
مدرب ريمس، سامبا دياوارا، يعترف بأن فرص فريقه في الفوز بالكأس "ضئيلة للغاية". وصف المباراة بأنها "لعبة للمتعة" نظراً لقلة الاحتمالات، لكنه أكد: "لا يمكنني أن أنظر إلى نفسي في المرآة إذا طلبت من اللاعبين عدم خوض هذه المباراة في كأس فرنسا". بالنسبة له، النهائي هو "متنفس"، لكن الهدف الرئيسي هو "عدم تعريض فرصنا يوم الخميس المقبل للخطر".
تجدر الإشارة إلى أن ريمس أصبح خصماً صعباً لباريس سان جيرمان في الآونة الأخيرة. هذا الموسم، فريقان فقط في ليغ 1 تجنبا الخسارة في مباراتيهما ضد سان جيرمان: نيس (1-1، 3-1) و... ريمس (1-1، 1-1). خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، خسر ريمس أمام سان جيرمان مرة واحدة فقط في ست مواجهات (5 تعادلات، خسارة واحدة). قد يكون وصفهم بـ "العقدة السوداء" مبالغاً فيه، لكن الإحصائيات تتحدث عن نفسها.
بالنسبة لجماهير ريمس، هذا النهائي هو فرصة للحصول على جرعة من السعادة بعد موسم صعب ومؤلم. لم يرفع النادي الكأس سوى مرتين في تاريخه (عامي 1950 و1959)، والفوز على باريس سان جيرمان القوي، الذي يعتبره البعض أفضل فريق في أوروبا، سيكون إنجازاً أكبر وأكثر روعة. لكن سان جيرمان لم يحصل على هذه السمعة من فراغ. المهمة تبدو شبه مستحيلة. ومع ذلك، فإن النسخة 108 من كأس فرنسا شهدت مفاجآت عديدة، لتثبت أنه لا يجب أبداً قول "مستحيل".
بغض النظر عن نتيجة مباراة السبت، سيركز كلا الفريقين جهودهما على المباريات الحاسمة التي تنتظرهما في الأسبوع المقبل. لكن الفوز بكأس في هذه الأثناء لن يضر أبداً.