
في كلمات قليلة
عادت الشعلة الأولمبية إلى باريس بعد عام من أولمبياد 2024. دراسات حديثة تظهر أن الفرنسيين يتذكرون هذه الفترة بحنين وفخر لنجاح بلادهم في استضافة الحدث وللشعور المتزايد بالأمان والراحة في العاصمة.
بعد مرور عام على استضافة باريس لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الصيفية لعام 2024، عادت الشعلة الأولمبية لتقف من جديد في حديقة التويلري الشهيرة بالعاصمة الفرنسية. هذه العودة دفعت الفرنسيين لاستعادة ذكريات الصيف الماضي وما مثّلته الألعاب من فترة استثنائية.
وفقًا لدراسات حديثة، اعتبر العديد من الفرنسيين، وخاصة سكان منطقة باريس الكبرى، فترة الألعاب "هدنة ساحرة". شعروا خلالها بأن العاصمة أصبحت مكانًا أكثر أمانًا ومتعة للعيش فيه. لا تقتصر الذكريات على المنافسات الرياضية فحسب، بل تشمل أيضًا أجواء الاحتفالات، وحالة البهجة العامة، والدعم الشعبي الكبير، والتركيز الإيجابي على التراث الوطني الباريسي بعيدًا عن الاضطرابات المعتادة.
من اللافت أن أكثر من 40% من الفرنسيين يربطون الألعاب الأولمبية والبارالمبية بمصطلح "النجاح" (وهو المصطلح الأول الذي يرد على أذهانهم)، بينما يربطها 36% بمصطلح "الفخر". هذه الأرقام تؤكد على الفرصة النادرة التي حظي بها الفرنسيون لرؤية بلادهم في صدارة الاهتمام العالمي لأسباب إيجابية، في تناقض مع صورة البلاد التي تواجه تحديات وأزمات.
بفضل أداء رياضييها المتميز (احتلت فرنسا المركز الخامس في جدول الميداليات والأول أوروبيًا بإجمالي 64 ميدالية منها 16 ذهبية)، استعادت فرنسا بريقها على الساحة الدولية. ويعتقد 72% من الفرنسيين أن الألعاب ساهمت في تعزيز صورة فرنسا عالميًا.
قد يبدو هذا الشعور بالفخر والنجاح مفاجئًا بالنظر إلى حالة التشكيك والتشاؤم التي سادت قبل عام واحد فقط من انطلاق الألعاب. حينها، شكك العديد من المعلقين والخبراء في قدرة فرنسا على تنظيم هذا الحدث الضخم. لكن كما أظهرت النتائج، تجاوز تفاؤل المنظمين وجهود كل من شارك في الفعالية – من فنانين ورياضيين ومتطوعين وإداريين وشركاء – كل التوقعات السلبية.
ما الذي يمكن استخلاصه بعد عام؟ بالطبع، لا يمكن للرياضة والأحداث الرياضية الكبرى أن تحل الانقسامات العميقة أو التحديات الجيوسياسية الراهنة. وتوضح الاستطلاعات أن أغلب الفرنسيين يعتبرون الألعاب مجرد "هدنة سريعة" وأن "كل شيء عاد كما كان".
ومع ذلك، هناك درس مهم. لقد أظهر الفرنسيون أنهم ليسوا غرباء عن مفهوم النجاح والإنجاز. لا يزال لديهم طموح لشيء عظيم لبلادهم. وقد أثبتت "روح النضال" هذه أنها أكثر قدرة على التوحيد من "روح الهزيمة" التي قد تسود أحيانًا في الخطاب العام. باختصار، قبل عام، تذوق الفرنسيون طعم الأداء المتميز والفخر بكونهم فرنسيين، ويبدو أنهم يتطلعون للمزيد.