أبل تتقدم بحذر شديد في مجال الذكاء الاصطناعي وتؤجل تحديثات رئيسية لـSiri

أبل تتقدم بحذر شديد في مجال الذكاء الاصطناعي وتؤجل تحديثات رئيسية لـSiri

في كلمات قليلة

خلال مؤتمرها السنوي، أعلنت شركة أبل عن تأخير في تطوير ميزات الذكاء الاصطناعي الرئيسية، بما في ذلك تحديث المساعد الصوتي Siri. يتبع هذا النهج الحذر نهج الشركة السابق في الابتكار ويثير قلق المحللين في مواجهة تقدم المنافسين.


على الرغم من الضغوط من المستثمرين والخطوات السريعة التي يتخذها المنافسون، تواصل شركة أبل انتهاج استراتيجية حذرة للغاية في مجال الذكاء الاصطناعي (AI).

خلال مؤتمر أبل السنوي للمطورين في كوبرتينو، كان الكثيرون يتوقعون إعلانات كبرى حول تحديث شامل للمساعد الصوتي Siri، مع دمج قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي. لكن تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، صرح بأن تطوير ميزات Siri الأكثر تخصيصاً يتطلب المزيد من الوقت لضمان استيفاء معايير الجودة العالية التي تلتزم بها الشركة.

هذا النهج يتناقض بشكل واضح مع استراتيجيات المنافسين مثل OpenAI (مطور ChatGPT)، وجوجل، وميتا، التي تتسابق في الإعلان عن مساعدي ذكاء اصطناعي أكثر قوة واستقلالية. بدلاً من التركيز على الدمج العميق للذكاء الاصطناعي، ركزت أبل على عرض أنظمة تشغيل جديدة وتحديثات على تصميم الواجهات.

يعبر محللو السوق عن قلقهم من أن "الموقف الانتظاري" لأبل قد يشير إلى تباطؤ في الابتكار أو عدم وجود اتجاه واضح لتطوير الذكاء الاصطناعي لديها. يرى بعض الخبراء أن ذلك قد يضعف حماس المستثمرين، خاصة في ظل وعود المنافسين مثل سامسونج وجوجل بدمج كبير للذكاء الاصطناعي في طرازاتهم القادمة.

في أعقاب المؤتمر، انخفض سعر سهم أبل بنسبة 1.21% في بورصة نيويورك يوم الاثنين.

مع ذلك، كانت هناك نقاط إيجابية. بالنسبة للمستخدمين، كان أحد أبرز الإعلانات هو إضافة أدوات الترجمة الفورية في الرسائل والمكالمات الصوتية والمرئية، وهي ميزة موجودة بالفعل في بعض هواتف المنافسين. يشير الخبراء إلى أنه رغم عدم وجود مراجعة جذرية لـSiri ترضي النقاد، فإن ميزة الترجمة تمثل تقدماً مهماً لـ"Apple Intelligence" – مجموعة وظائف الذكاء الاصطناعي التي أُعلن عنها مسبقاً.

بالنسبة للمطورين، الخبر المهم كان منحهم وصولاً مباشراً إلى قدرات "Apple Intelligence" لتطوير تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي ستعمل حتى بدون اتصال بالإنترنت. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تنازل مناسب للمطورين، يسمح لأبل بإعادة النظر في استراتيجيتها الشاملة للذكاء الاصطناعي، بينما تقوم الشركات الأخرى ببناء تجارب ذكاء اصطناعي متكاملة ضمن نظام أبل.

العلاقة بين أبل والمطورين معقدة منذ سنوات بسبب نظامها البيئي المغلق والعمولات العالية التي تفرضها في متجر التطبيقات (App Store). قرارات قضائية حديثة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ألزمت الشركة بالفعل بالسماح بأنظمة دفع بديلة.

عامل آخر يثير القلق هو انضمام جوني آيف، المصمم الشهير السابق لجهاز iPhone، إلى OpenAI، حيث يعمل مع فريقه على عائلة من الأجهزة المتصلة المصممة لعصر الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا يزال محللون مثل دان آيفز من Wedbush، واثقين من قدرة أبل على النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنهم يؤكدون أن عامل الوقت حاسم وأن الشركة قد تحتاج إلى عمليات استحواذ كبرى لتسريع وتيرة تقدمها على المدى الطويل.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.