
في كلمات قليلة
تكشف هذه المقالة كيف أصبحت مدرسة بوليتكنيك الفرنسية المرموقة، المعروفة بلقب 'X'، مركزًا عالميًا لإعداد قادة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي. بفضل تركيزها على الرياضيات، وتاريخها العريق، وشبكة خريجيها القوية، خرّجت المدرسة روادًا مثل آرثر مينش، المؤسس المشارك لشركة Mistral AI. تتكيف المدرسة مع العصر الرقمي من خلال تعزيز الابتكار وريادة الأعمال.
بعيدًا عن لقاءات الخريجين التقليدية، تعرض صوفي مونييه بفخر مجتمع "X-IA" على هاتفها الذكي، وهي شبكة حصرية لخريجي مدرسة بوليتكنيك الفرنسية المرموقة. منذ عام 2018، يجمع هذا المجتمع حوالي 1600 من خريجي المدرسة، المعروفين بلقب "X"، على منصة ديسكورد لمناقشة أحدث التطورات التكنولوجية وتبادل الفرص المهنية في عالم الذكاء الاصطناعي.
يلتقي نخبة من هؤلاء الأعضاء شهريًا في الحرم الجامعي المرموق أو في أماكن أخرى في باريس، لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل الصحة والمناخ والدفاع والبيانات. تنتشر مواهب "X-IA" في الشركات الناشئة، والشركات متعددة الجنسيات، وعمالقة التكنولوجيا الأمريكية، ومختبرات الأبحاث، مما يؤكد أن تأثير الذكاء الاصطناعي، تمامًا مثل خريجي بوليتكنيك، لا يعرف حدودًا.
شهد هذا الزخم تسارعًا كبيرًا بعد إطلاق ChatGPT، الذي أعاد الذكاء الاصطناعي إلى قلب النقاش العالمي. لكن الفضل يعود أيضًا إلى جيل صاعد من الخريجين الذين أصبحوا رواد التكنولوجيا في فرنسا. أبرزهم هو آرثر مينش، المؤسس المشارك لشركة Mistral AI، إلى جانب زميله من بوليتكنيك غيوم لامبل. يشاركهم في الصدارة أسماء لامعة أخرى مثل ألكسندر لوبرون (Nabla)، وجويل بارال (Google DeepMind)، وجوليان شومون (Hugging Face).
إرث من التميز
ليس من المستغرب أن يتألق خريجو بوليتكنيك في مجال الذكاء الاصطناعي. لأكثر من قرنين، عملت المدرسة على تخريج ألمع العقول في الجمهورية الفرنسية، من علماء رياضيات وفيزياء حائزين على جوائز نوبل إلى كبار المهندسين الذين تزين أسماؤهم شوارع باريس وبرج إيفل. تؤكد لورا شوبار، مديرة المدرسة، أن "الرياضيات التطبيقية لا تزال بصمتنا العلمية المميزة"، وهو نهج نظري أثبت فعالية هائلة في نمذجة العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تحافظ المدرسة أيضًا على نهجها التعليمي الشامل الذي يغطي الاقتصاد والبيولوجيا والعلوم الاجتماعية، مما يكسب خريجيها مهارة "تعلم كيفية التعلم"، وهي ميزة حاسمة في مجال سريع التطور مثل الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الشبكة القوية من الخريجين، التي تعززها التجارب المشتركة مثل الخدمة العسكرية، دورًا حيويًا في بناء ثقة بالنفس لدى الخريجين لمواجهة أصعب التحديات.
احتضان ريادة الأعمال
شهدت المدرسة تحولًا ملحوظًا نحو ريادة الأعمال. "طالب بوليتكنيك اليوم أكثر ابتكارًا من نظيره قبل قرن"، كما يلاحظ المؤرخ هيرفيه جولي. لقد ساهمت المدرسة في هذا التحول من خلال توفير مسارات دراسية مخصصة، وشهادات مزدوجة، وتعزيز الروابط مع عالم البحث والأعمال.
أصبح هذا التوجه الأكاديمي يلتقي مع نظام تكنولوجي فرنسي مزدهر. تستضيف المدرسة نفسها عدة حاضنات أعمال لدعم مشاريع الطلاب، بينما ينجذب كبار المستثمرين إلى خريجيها. تقول لورا شوبار: "الذكاء الاصطناعي هو أداة يجب أن يتقنها جميع المهندسين". ومع تزايد أعداد الطلاب الراغبين في التخصص بالرقمنة والبيانات، يبدو أن بوليتكنيك لا تكتفي فقط بصناعة العلم والمجد لوطنها، بل تساهم في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.