
في كلمات قليلة
تجري رينو اختبارات مكثفة على سياراتها الجديدة والنموذجية في مركزها السري في أوبوفوا بنورماندي. تخضع السيارات لاختبارات قاسية تشمل الفرملة الطارئة، مقاومة التداخل الكهرومغناطيسي، متانة الأجزاء، والعمل في درجات الحرارة القصوى.
في موقع سري يقع في غابات نورماندي بفرنسا، يختبئ أحد أكثر المراكز أهمية لمجموعة رينو الفرنسية لصناعة السيارات. منذ عام 1982، يستقبل المركز التقني في أوبوفوا (Aubevoye) جميع النماذج الأولية والسيارات الجديدة للعلامة التجارية ذات الشعار الماسي، بالإضافة إلى سيارات داسيا وألبين حالياً، لإخضاعها لاختبارات وتجارب قاسية جداً.
يضم المركز ثمانية ورش عمل مختلفة و33 مساراً للاختبار يبلغ مجموع طولها 60 كيلومتراً. تم تصميم هذه المسارات لمحاكاة جميع ظروف القيادة المحتملة على الطريق، مثل الطرق المرصوفة، الأسطح المتضررة، المنعطفات الحادة، الأنفاق التي ترش الماء المالح، وحلقات السرعة العالية. يعمل المركز 362 يوماً في السنة وعلى مدار الساعة لاختبار جميع سيارات مجموعة رينو وجميع تجهيزاتها، مثل نظام الفرملة الأوتوماتيكية للطوارئ.
يقدم غيوم ميرسييه، خبير أنظمة مساعدة القيادة، شرحاً عملياً للنظام: «نحن نسير بسرعة 70 كم/ساعة، نتبع السيارة التي أمامنا بمسافة 12 متراً، وفجأة، تتوقف السيارة التي أمامنا بشكل حاد».
السيارة المجهزة بنظام الفرملة الطارئة تكتشف الاصطدام المحتمل، تقرر تفعيل الفرامل في اللحظة الأخيرة، وبذلك نتجنب الاصطدام.
غيوم ميرسييه، خبير أنظمة مساعدة القيادة
يتم إجراء ما لا يقل عن خمسين اختباراً من هذا النوع يومياً وتحليل نتائجها بفضل الحساسات الموجودة في السيارة لتحسين كفاءة الفرملة باستمرار.
اختبار آخر مهم يجري داخل المباني في جو مختلف تماماً. يصف أنيس بوقشال، رئيس مختبر الكهرومغناطيسية، المكان قائلاً: «أنتم الآن فيما نسميه قفص المناعة (cage immunité). هذا المكان يحاكي سيناريوهات مثل العواصف الرعدية وسقوط البرق بالقرب من السيارة. يولد البرق حقلاً كهرومغناطيسياً يمكن أن يؤدي إلى أعطال في الكمبيوتر المركزي للسيارة، مثل إضاءة إشارات التحذير أو فتح الأبواب تلقائياً».
يجب أن تمر السيارات بثمانية ورش عمل مختلفة على الأقل. في ورشة المتانة، أمام غرفة المناخ، توجد لافتة تحذر من خطر الحروق بسبب درجة حرارة الهيكل. يقول برتران ريجيس، خبير المتانة: «سنعرض السيارة للحرارة العالية، خاصة لأجزاء البلاستيك».
يقوم ريجيس بإخضاع سيارة رينو 4 قديمة لاختبار تفتح وتغلق فيه الأبواب حوالي 18000 مرة في بضعة أسابيع، وهو ما يعادل خمس سنوات من الاستخدام في جميع الظروف الجوية. ويتابع: «نعمل على تسريع شيخوخة المواد البلاستيكية، ثم نتحقق من قوتها وتحملها عند إغلاق الأبواب بقوة، حتى عندما تكون المواد البلاستيكية ساخنة، للتأكد من أنها لا تزال متينة».
تتجاوز هذه الاختبارات أحياناً المعايير التنظيمية المطلوبة. على سبيل المثال، تختبر رينو بطاريات سياراتها الكهربائية في درجات حرارة قصوى تتراوح من -30 إلى 50 درجة مئوية، لمعرفة مداها واستهلاكها للطاقة في الظروف القاسية جداً.