عمالقة البحر.. فرنسا تطلق ثورة في الطاقة النظيفة بأكبر محطة رياح عائمة

عمالقة البحر.. فرنسا تطلق ثورة في الطاقة النظيفة بأكبر محطة رياح عائمة

في كلمات قليلة

أطلقت فرنسا أكبر محطة رياح عائمة في البلاد قبالة سواحلها الجنوبية. المشروع، الذي بلغت تكلفته 300 مليون يورو، يتكون من ثلاث توربينات عملاقة قادرة على تزويد مدينة يقطنها 47 ألف نسمة بالكهرباء. وتستخدم المحطة تقنية عائمة مبتكرة تعد الأولى من نوعها في العالم.


في خطوة تكنولوجية رائدة، دشنت فرنسا أكبر وأقوى محطة رياح بحرية عائمة في تاريخها قبالة سواحل ميناء فوس-مارسيليا. المشروع، الذي استغرق تطويره قرابة عقد من الزمان، دخل حيز التشغيل الفعلي في بداية شهر يونيو، وبدأ في إنتاج الكهرباء النظيفة.

تتألف المحطة، التي تحمل اسم "بروفانس غران لارج" (Provence Grand Large)، من ثلاث توربينات رياح عملاقة، ترتفع كل منها 135 مترًا فوق سطح البحر، أي ما يعادل ارتفاع ناطحة سحاب حديثة. ورغم مظهرها الأنيق من بعيد، تزن كل وحدة حوالي 3500 طن من التكنولوجيا المتقدمة، مثبتة على بعد عدة كيلومترات من ساحل مدينة بورت-دو-بوك في مقاطعة بوش-دو-رون.

صرحت كريستين دو جويت، مديرة المشروع الذي تنفذه شركة "EDF Power solutions"، بأن مرحلة الاختبارات التي بدأت في نوفمبر الماضي قد تكللت بالنجاح، وأن المحطة تعمل الآن بكامل طاقتها. وتبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية للمحطة 25 ميجاوات، وهو ما يكفي لتزويد مدينة يبلغ عدد سكانها 47,000 نسمة بالكهرباء. منذ بدء الاختبارات، أنتجت المحطة بالفعل 30 جيجاوات من الطاقة.

يمثل المشروع، الذي بلغت تكلفته 300 مليون يورو، إنجازًا فريدًا على مستوى العالم. فبدلاً من تثبيت التوربينات في قاع البحر، تم وضعها على منصات عائمة مبتكرة، يتم تثبيتها في مكانها بواسطة كابلات مشدودة على عمق 100 متر. هذا التصميم يسمح بتركيب مزارع الرياح في المياه العميقة، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للطاقة المتجددة.

تم تزويد التوربينات بتقنيات متقدمة لحماية البيئة، بما في ذلك رادارات خاصة بالطيور وأنظمة إخافة صوتية للحد من أي تأثير على الحياة البرية في المنطقة المجاورة لمتنزهات كامارغ وكالانك الوطنية. كما يتم نقل الكهرباء المنتجة إلى الشاطئ عبر كابلات بحرية متطورة.

بعد نجاح هذا المشروع التجريبي، تخطط الشركة لتوسيع استثماراتها في طاقة الرياح العائمة، حيث فازت بعقد لإنشاء محطة أخرى أكبر حجمًا، تضم ما يصل إلى 19 توربينًا، ومن المقرر تشغيلها بحلول عام 2031.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.