مارسيليا تستخدم مياه البحر لتدفئة وتبريد المنازل: تقنية مبتكرة ومستدامة

مارسيليا تستخدم مياه البحر لتدفئة وتبريد المنازل: تقنية مبتكرة ومستدامة

في كلمات قليلة

تشهد مدينة مارسيليا الفرنسية تطبيقاً واسعاً لتقنية الثالاسوثرميا التي تعتمد على مياه البحر لتنظيم درجة حرارة المباني السكنية. هذه الطريقة توفر حلاً مبتكراً ومستداماً للتدفئة والتبريد وتخطط المدينة لتوسيع نطاق استخدامها.


تشهد المدن الساحلية حول العالم اهتماماً متزايداً باستخدام مياه البحر كمصدر للطاقة المتجددة. إحدى هذه التقنيات هي الثالاسوثرميا، التي تستخدم مياه البحر لتنظيم درجة حرارة المباني.

في مارسيليا الفرنسية، يتم تطبيق هذا النظام بشكل واسع في الحي البيئي Les Fabriques منذ نوفمبر 2024. تعتمد الفكرة على سحب مياه البحر من عمق قليل في الميناء، ثم استخدامها لتسخين أو تبريد دائرة مغلقة من المياه العذبة تصل إلى أساسات المباني. هذه الدائرة هي التي تقوم بعد ذلك بتدفئة أو تبريد الشقق.

يغطي نظام الثالاسوثرميا في Les Fabriques مساحة تزيد عن 210,000 متر مربع من المباني وأكثر من 400 شقة سكنية. يتم تشغيل النظام بواسطة محطة إنتاج مركزية تقع تحت الأرض، وتضم شبكة معقدة من الأنابيب ومضخات الحرارة.

يشير خبير من الشركة المطورة للنظام إلى أن الهدف الرئيسي هو تلبية احتياجات السكان بكفاءة، سواء لتوفير التدفئة أو الماء الساخن للاستخدام المنزلي أو التبريد.

يضيف الخبير أن النظام ينجح في خفض درجة الحرارة داخل الشقق ببضع درجات، وهو أمر حيوي للغاية في المناطق التي تحتاج حقاً إلى التبريد في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقد لمس السكان بالفعل فوائد هذا النظام. السيدة عديدة، التي تعيش في الحي البيئي منذ عام، تقول إنها استغنت عن المروحة واعتمدت كلياً على نظام التبريد مع حلول الصيف.

إنه ليس تكييفاً بالمعنى التقليدي تماماً، لكننا نشعر بالانتعاش والبرودة داخل المنزل، في جميع الغرف والصالة.

واعترفت عديدة أيضاً بأنها لم تكن لتمتلك الإمكانيات المادية لتركيب نظام تكييف هواء عادي. ترى أن الثالاسوثرميا تمثل حلاً وسطاً ممتازاً.

بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، تتمتع الثالاسوثرميا بمزايا كبيرة أخرى. فمياه البحر مورد وفير وغير ناضب تقريباً. هذه التقنية تعتبر مصدراً للطاقة المتجددة وتساهم في تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالأنظمة التقليدية.

يتم التحكم في عملية سحب المياه وإعادتها إلى البحر بشكل صارم. تعاد المياه إلى بيئتها الطبيعية بشكل فوري تقريباً، ولا يتجاوز فرق درجة الحرارة بين المياه الداخلة والخارجة حوالي خمس درجات مئوية. في الصيف، تعاد المياه أكثر دفئاً قليلاً (لا تتجاوز 29 درجة مئوية)، وفي الشتاء تعاد أكثر برودة.

من المتوقع توسيع نظام الثالاسوثرميا في مارسيليا. تخطط الشركة المطورة لبناء محطات إنتاج إضافية لمواكبة توسع منطقة Euroméditerranée في المدينة.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.