
في كلمات قليلة
تيم فريدي، مواطن أمريكي، قام بتعريض نفسه طواعية للدغات أكثر الأفاعي فتكًا في العالم على مدار 18 عامًا بهدف بناء مناعة. وقد أدى دمه الغني بالأجسام المضادة إلى تطوير مصل تجريبي قادر على تحييد سموم متعددة، مما يعد إنجازًا علميًا كبيرًا.
في قصة تثير الدهشة والجدل، كشف تيم فريدي، المقيم في ولاية ويسكونسن الأمريكية، عن تجربته الفريدة التي استمرت 18 عامًا، حيث قام خلالها بتعريض نفسه طواعية للدغات بعض من أكثر الأفاعي سمية وفتكًا في العالم. هذا السعي، الذي بدأ بعد تعرضه للدغة أفعى في سن الخامسة، لم يكن مجرد شغف غريب، بل كان له هدف علمي نبيل.
لقد وثق فريدي، الذي يُطلق عليه البعض لقب "رجل الأفاعي"، أكثر من 800 تعرض لسموم قاتلة. وتظهر اللقطات المصورة له وهو يتعامل بهدوء تام مع الثعابين، يفتح أقفاصها ويمسك بها بيديه العاريتين، ثم يمد ذراعه لتتلقى اللدغة. ورغم شراسة بعض الأفاعي، يظل فريدي صامدًا، ملقيًا نظرة فخر نحو الكاميرا بعد كل هجوم.
إن الهدف الأسمى وراء هذه المخاطرة الهائلة هو المساهمة في تقدم العلم. فقد تم استخدام دم فريدي، الذي أصبح غنيًا بالأجسام المضادة الفريدة نتيجة التعرض المستمر للسموم، لتطوير مصل مضاد للسموم تجريبي. هذا المصل الجديد يتميز بقدرته على تحييد سموم أنواع متعددة من الأفاعي القاتلة، وهو ما يمثل اختراقًا هائلاً في مجال الطب.
ويصف فريدي بالتفصيل ردود فعل جسده على لدغات الأفاعي، مثل لدغة التايبان، التي تعد واحدة من الأفاعي الأكثر سمية في العالم. ويقول بهدوء وهو يشير إلى ذراعه: "يمكنكم أن تروا الالتهاب، وهناك دم أكثر من المعتاد. أنا أحب هذا"، مما يعكس مدى تقبله لهذه العملية الخطيرة.
بفضل تضحيات فريدي وتوثيقه الدقيق لتجاربه، أصبح لدى العلماء مادة خام لا تقدر بثمن لإنشاء مضاد سموم شامل، يمكن أن ينقذ حياة الآلاف من الأشخاص سنويًا في المناطق التي تشكل فيها لدغات الأفاعي خطرًا صحيًا كبيرًا.