إعادة مقتنيات يهودية نهبها النازيون من فرنسا إلى ألمانيا

أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية أنه تمت إعادة أربع لفافات حماية للتوراة، كانت قد نهبها النازيون في ألمانيا واحتفظ بها في متحف باريسي، إلى ممثلي الجالية اليهودية الألمانية. هذه اللفافات، المعروفة باسم "ماپوت"، هي قطع قماش طويلة من الكتان مطرزة أو مطلية بنقوش عبرية، وكانت تستخدم لحماية مخطوطات التوراة.

تمت سرقة هذه اللفافات خلال هجمات شنها النازيون على معابد يهودية (كنيس) في مدينتي فورتسبورغ وكيتسينغن بولاية بافاريا الألمانية عام 1938، ربما خلال أحداث ما يسمى بـ "ليلة الكريستال".

بعد الحرب، تم العثور على هذه القطع النسيجية، التي كانت تُصنع من أقمشة تستخدم في الختان، من قبل منظمة Jewish Restitution Successor Organization. وفي عام 1951، سلمت المنظمة هذه اللفافات، مع أشياء أخرى، إلى متحف باريسي أصبح لاحقاً متحف الفن وتاريخ اليهودية (Mahj).

على الرغم من أنها لا تمتلك قيمة سوقية، إلا أن هذه الـ "ماپوت" "شاهد على حلقة رئيسية في تاريخ يهود أوروبا"، كما صرحت دومينيك شنابر، رئيسة المتحف الباريسي، خلال مراسم الإعادة. بفضل الأبحاث، تمكن فريق المتحف من تحديد أماكن منشأ هذه اللفافات بدقة والسماح بإعادتها إلى متحف الجالية اليهودية في فورتسبورغ ومنطقة فرانكونيا السفلى "شالوم أوروبا".

كما سمحت هذه الأبحاث بتحديد الأطفال اليهود الأربعة الذين كانت هذه اللفافات تخصهم في الأصل، والذين تمكنوا جميعاً من الهجرة "في الوقت المناسب" إلى الولايات المتحدة للهروب من المحرقة (الهولوكوست)، حسب الوزارة الفرنسية. أشارت الوزارة إلى أن البحث عن هذا النوع من المقتنيات يظل "صعباً، خاصة عندما لا يتم تقديم أي طلب للاستعادة"، مؤكدة في الوقت ذاته مواصلة الجهود لتحديد الأعمال والممتلكات التي تم نهبها خلال الفترة النازية وإعادتها رغم مرور أكثر من 80 عاماً على الأحداث.

من الناحية القانونية، كانت هذه المقتنيات الثقافية الأربعة مجرد وديعة في المتحف الباريسي، وبالتالي فإن إعادتها إلى ألمانيا لم تتطلب الخروج عن مبدأ عدم قابلية التفويت للمجموعات العامة، كما هو الحال في عمليات إعادة الممتلكات الاستعمارية. كانت فرنسا قد اعتمدت في عام 2023 قانوناً يسمح بالاستثناء من هذا المبدأ لتسهيل إعادة الممتلكات الثقافية التي نهبها النازيون بين عامي 1933 و1945.