أضواء غامضة تضيء سماء كازاخستان: هل كانت صاروخاً روسياً أم حطاماً فضائياً؟

أضواء غامضة تضيء سماء كازاخستان: هل كانت صاروخاً روسياً أم حطاماً فضائياً؟

في كلمات قليلة

شهدت سماء كازاخستان ظاهرة أضواء غامضة أثارت تكهنات حول إطلاق صاروخ روسي. لكن السلطات الكازاخستانية والخبراء نفوا ذلك، مشيرين إلى أن السبب الأرجح هو احتراق حطام فضائي، على الأرجح من صاروخ صيني، عند دخوله الغلاف الجوي.


شهدت سماء كازاخستان ليلاً ظاهرة غريبة تمثلت في أضواء ذهبية ساطعة وخطوط مضيئة، مما أثار موجة من التكهنات والنقاش على وسائل التواصل الاجتماعي.

في البداية، ربط عدد قليل من المدونين العسكريين الروس الظاهرة بإطلاق فاشل محتمل لصاروخ باليستي روسي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" (Orechnik). جاءت هذه الشائعات وسط حالة من التوتر والترقب لرد فعل روسي محتمل. وسرعان ما تداول مستخدمون أوكرانيون هذه التكهنات بفرح، معتبرين إياها دليلاً على فشل السلاح الروسي. يعتبر صاروخ "أوريشنيك"، الذي تم استخدامه سابقاً في نوفمبر الماضي ضد هدف في دنيبرو بأوكرانيا، سلاحاً يصعب اعتراضه نظراً لسرعته فوق الصوتية وقدرته على حمل رؤوس حربية متعددة.

لكن السلطات الكازاخستانية سارعت إلى نفي هذه الشائعات. أعلنت وزارة الدفاع الكازاخستانية أنها لم تسجل أي انتهاك لمجالها الجوي. وأوضحت الوزارة أن الظاهرة المرصودة على الأرجح هي نتيجة دخول حطام فضائي أو شهب إلى الغلاف الجوي الكثيف، حيث تحترق عادة قبل الوصول إلى سطح الأرض. ودعت الوزارة المواطنين إلى الهدوء وعدم نشر معلومات مضللة.

التفسير الأكثر ترجيحاً للظاهرة يشير إلى أنها كانت متعلقة بحطام فضائي صيني. أوضح الخبير ماركو لانجبروك، المتخصص في رصد الأجسام الفضائية بصرياً، عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الحدث في كازاخستان كان على الأرجح يتعلق بالمرحلة العليا من الصاروخ الصيني Zhuque-2E، الذي كان من المتوقع أن يعود إلى الغلاف الجوي للأرض في نفس الوقت تقريباً. وحسب التقديرات، مر مسار الصاروخ فوق كازاخستان.

علاوة على ذلك، فإن فرضية إطلاق صاروخ "أوريشنيك" الروسي من قاعدة كابوستين يار الروسية بالقرب من الحدود مع كازاخستان تبدو غير مرجحة لأسباب جغرافية واضحة. عادة ما يتم إطلاق مثل هذه الصواريخ باتجاه الغرب (نحو أوكرانيا)، وليس باتجاه الشرق (نحو كازاخستان). كما لم يتم إطلاق أي تحذيرات في أوكرانيا تتعلق بإطلاق من كابوستين يار، حيث يتم عادة رصد النشاط في هذه القاعدة مسبقاً.

وهكذا، فإن الأضواء الغامضة في سماء كازاخستان، التي أثارت قلقاً وتكهنات مؤقتة، لم تكن علامة على تصعيد عسكري، بل على الأرجح ظاهرة كونية طبيعية (وإن كانت مذهلة) تتمثل في احتراق حطام فضائي عند دخوله الغلاف الجوي.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.