
في كلمات قليلة
في هجوم نادر وقع في قلب العاصمة الأوكرانية، قُتل العقيد إيفان فورونيتش، وهو ضابط كبير في جهاز الأمن الأوكراني (SBU). كان فورونيتش شخصية محورية في عمليات مكافحة الإرهاب والتجسس الروسي، واغتياله يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول الجهة المنفذة ودوافعها.
في هجوم نادر في قلب العاصمة الأوكرانية، قُتل ضابط في جهاز الأمن الأوكراني (SBU) بالرصاص في وضح النهار. هذا الاغتيال الموجه في وسط كييف يثير العديد من التساؤلات في بلد يعيش في حالة حرب منذ سنوات. إليك ما نعرفه عن الحادث.
ماذا حدث صباح الخميس؟
بعد الساعة الثامنة صباحًا بقليل، أطلق رجل مقنع خمس رصاصات على شخص كان يغادر مبناه السكني في منطقة هولوسييفسكي، جنوب غرب كييف. تم تسجيل الوقائع بواسطة كاميرا مراقبة، وانتشرت الصور على منصات التواصل الاجتماعي الأوكرانية. يُظهر الفيديو رجلاً يقترب بهدوء من هدفه، ويطلق النار من مسدس مزود بكاتم للصوت، ثم يلوذ بالفرار سيرًا على الأقدام في الاتجاه المعاكس.
عثرت قوات الأمن، التي وصلت بسرعة إلى مكان الحادث، على جثة رجل مصاب بعدة طلقات نارية. وفورًا، تم فتح تحقيق جنائي بتهمة "قتل موظف في جهاز الأمن الأوكراني"، وفقًا لبيان صادر عن الجهاز. لم يتم الإعلان عن أي اعتقالات حتى الآن.
من هي الضحية؟
بحسب مصادر إعلامية، الضحية هو العقيد إيفان فورونيتش، البالغ من العمر 51 عامًا. لم تؤكد السلطات الأوكرانية هذه المعلومة رسميًا بعد، لكنها تأكدت من خلال عدة مصادر داخلية في جهاز الأمن وزملاء سابقين. يُقال إن إيفان فورونيتش كان يقود مؤخرًا الفرقة الأولى في الإدارة السادسة عشرة بمركز العمليات الخاصة التابع لجهاز الأمن، وهي وحدة حساسة للغاية تشارك في مهام مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة في أراضي العدو ومكافحة الاختراقات الروسية.
أشاد به رومان تشيرفينسكي، وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية، على فيسبوك، مشيرًا إلى أن إيفان فورونيتش "حمل السلاح منذ عام 2014" ضد القوات الروسية بعد ضم شبه جزيرة القرم. كما كان متخصصًا في مكافحة التجسس والأمن القومي، مما يجعله شخصية نادرة وذات خبرة عالية. ويصفه العديد من زملائه السابقين بأنه وطني متحفظ ومحترم، وملتزم منذ الأيام الأولى للحرب في دونباس.
من يقف وراء هذا الاغتيال؟
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. ومع ذلك، سارعت عدة أصوات موالية لروسيا إلى التعليق على الحدث. فقد أعرب ألكسندر كوتس، وهو مراسل حربي في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، عن ارتياحه لمقتل الضابط الأوكراني، معتبرًا أن "العدو يجب أن يشعر بالخوف على أرضه".
من جانبها، أشارت قناة "رايبار" على تليجرام، المقربة من الجيش الروسي، إلى وجود "دوافع عديدة لتصفية هذا العميل في جهاز الأمن الأوكراني"، ملمحة إلى احتمال تورط روسي، ولكن أيضًا إلى وجود صراع داخلي في جهاز الاستخبارات الأوكراني. ووفقًا للقناة، شارك إيفان فورونيتش في عدة عمليات استهدفت مصالح روسية، مدنية وعسكرية، مما يبرر القيام بعمل انتقامي.