
في كلمات قليلة
أصدرت محكمة في مارسيليا أحكاماً بالسجن تصل إلى 13 عاماً وغرامات بنحو 10 ملايين يورو ضد أعضاء شبكة غسيل أموال مرتبطة بمنظمة "بيتي بار" الإجرامية في كورسيكا. أدين معظم المتهمين بتهم غسيل الأموال والانتماء لجمعية إجرامية، فيما تمت تبرئة شخصين فقط.
اختتمت محكمة في مارسيليا بفرنسا محاكمة كبرى تتعلق بشبكة لغسيل الأموال مرتبطة بمنظمة "بيتي بار" (Petit Bar) الإجرامية في جزيرة كورسيكا.
أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن تصل إلى 13 عاماً وغرامات بلغت نحو 10 ملايين يورو في هذه القضية المالية البحتة. من بين 24 متهماً، تمت تبرئة اثنين فقط بشكل كامل، بينما أدين الباقون بأحكام مشددة.
نظر القضاء في هذه القضية، التي أطلق عليها المحققون اسم "إيميل ديامان" (Email Diamant) نسبةً لمعجون الأسنان المبيّض، لمدة ثلاثة أشهر. عرض الادعاء العام رؤيته التي تحدثت عن "قبضة المافيا" التي تفرضها هذه المجموعة على اقتصاد وسياسة جنوب كورسيكا، مطالباً بأحكام تصل إلى 14 عاماً، وهي عقوبات نادرة في القضايا المالية. في المقابل، طالب الدفاع ببراءة شبه عامة.
زعيم المجموعة، جاك سانتوني، الذي يُعتبر القائد بلا منازع وفقاً للادعاء، حُكم عليه غيابياً بالسجن لمدة 13 عاماً وغرامة قدرها 1.5 مليون يورو، مع إصدار مذكرة اعتقال بحقه. سانتوني، الذي يعاني من شلل رباعي منذ حادث دراجة نارية عام 2003 ولم يحضر المحاكمة، تمت تبرئته من تهمة الابتزاز المتعلقة بمحاولة الاستيلاء على مليوني يورو من تاجر فنون، حيث رأت المحكمة أن "الإكراه أو العنف أو التهديدات لم يتم إثباتها".
مايكل إيتوري، الذي وُصف بأنه "الذراع اليمنى" للزعيم وهو فار من العدالة، حُكم عليه بالسجن 12 عاماً وغرامة 1.5 مليون يورو. باسكال بوري، وهو "عنصر رئيسي" آخر في المجموعة، والذي كان محتجزاً أثناء المحاكمة، حكم عليه بالسجن 10 سنوات وغرامة مليون يورو.
رجل الأعمال أنتوني بيرينو، الذي وصفه الادعاء بأنه "حصان طروادة" لـ "بيتي بار" لاختراق الاقتصاد الحقيقي، حُكم عليه بالسجن 5 سنوات منها 30 شهراً مع وقف التنفيذ، وسيتم تنفيذ العقوبة غير الموقوفة تحت المراقبة الإلكترونية. كما مُنع من إدارة الشركات لمدة ثلاث سنوات ودفع غرامة قدرها 750 ألف يورو. رأت المحكمة أنه ليس عضواً في منظمة إجرامية.
من بين النساء المرتبطات بالمجموعة، سونيا سوزيني، الزوجة السابقة لجاك سانتوني، حُكم عليها بالسجن 5 سنوات منها سنتان مع وقف التنفيذ، مع إصدار مذكرة اعتقال، وغرامة 150 ألف يورو. ومُنعت نهائياً من إدارة الشركات. أما سافيريا لوتشيني، شريكة مايكل إيتوري، فقد حُكم عليها بالسجن 4 سنوات منها 18 شهراً مع وقف التنفيذ، مع إصدار مذكرة اعتقال، وغرامة 200 ألف يورو.
بالنسبة لـ "الممولين" للمجموعة، وفقاً للادعاء، جان بيير فالنتيني، الذي يعيش بين دبي وسويسرا، حُكم عليه بالسجن 4 سنوات مع وقف التنفيذ وغرامة 750 ألف يورو. تمت تبرئته من جزء التهم المتعلق بعمليات عقارية في منتجع كورشوفيل الفاخر.
تاجر الفنون جان مارك بيريتي، الفار من العدالة، حُكم عليه بالسجن 5 سنوات وغرامة 750 ألف يورو، مع إصدار مذكرة اعتقال. يُذكر أنه حُكم على جميع المدانين بمنع من الترشح للمناصب العامة لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى منع من إدارة الشركات (نهائي أو لمدة 3 أو 10 سنوات).
الشخصان اللذان تمت تبرئتهما بالكامل هما فرانسوا كزافييه سوزيني وأنجليك بيريتي.
أشارت رئيسة المحكمة إلى أن "نمط الحياة الباذخ" لأفراد المجموعة، الذي "لا يتناسب إطلاقاً مع دخولهم الرسمية"، كان دليلاً واضحاً على امتلاكهم "عوائد غير رسمية" تثبت تورطهم في غسيل الأموال والانتماء إلى جمعية إجرامية.