
في كلمات قليلة
تدرس المملكة المتحدة تطبيق الإخصاء الكيميائي الإلزامي على المدانين بجرائم جنسية بهدف الحد من العودة للجريمة وتخفيف الضغط على السجون. يتزامن هذا النقاش مع آراء بأن هذه الطريقة ليست حلاً سحرياً.
يُثار من جديد الجدل حول استخدام الإخصاء الكيميائي كوسيلة لمكافحة الجرائم الجنسية، وذلك في ظل اقتراحات لجعل هذا العلاج إلزامياً للمدانين. غالباً ما يُقدم هذا الإجراء على أنه "الحل السحري" المحتمل لمنع العودة إلى الجريمة.
في مواجهة الغضب والألم المشروعين للضحايا، تعود قضية الإخصاء الكيميائي، وبخاصة الإلزامي منه، إلى الواجهة بشكل منتظم. كثيراً ما يُرفع كحل محوري يمكن أن يلبي مطلب "لن يحدث ذلك مرة أخرى". على سبيل المثال، صرحت ابنة جيزيل بيليكو، ضحية للعنف الجنسي، مؤخراً للتلفزيون البريطاني بأن الإخصاء الكيميائي الإلزامي يمكن أن يكون "جزءاً من الحل" للرجال المشابهين لوالدها.
في أوروبا، تفكر عدة دول في جعل هذا الإجراء منهجياً للأفراد المدانين بارتكاب أفعال ذات طبيعة جنسية. لكن وراء هذه العملية تختبئ أساطير قد يكون من الخطر الانخداع بها.
تخفيف الاكتظاظ في السجون
قالت كارولين داريان، ابنة جيزيل بيليكو: "عندما تصل إلى هذا المستوى من الإجرام، لا يوجد شيء آخر يمكنك القيام به". جاء تصريحها في سياق نقاش حول خطط المملكة المتحدة لجعل الإخصاء الكيميائي إلزامياً لبعض مرتكبي الجرائم الجنسية. تسعى وزيرة العدل شابانا محمود بهذه الطريقة إلى تقليل خطر العودة للجريمة وتخفيف اكتظاظ السجون الإنجليزية المكتظة.
يعتمد هذا المشروع، الذي لا يزال في مرحلة الدراسة، على تجربة أُطلقت في عدة مؤسسات عقابية حيث قُدمت علاجات مثبطة للرغبة الجنسية (الإخصاء الكيميائي) على أساس طوعي. حالياً، يقضي 14,863 شخصاً عقوبات سجن بسبب جرائم جنسية في إنجلترا وويلز، أي حوالي 21% من إجمالي نزلاء السجون البالغين. في مواجهة هذه الآفة، يبدو هذا الحل جذاباً.
يهدف العلاج المثبط للرغبة الجنسية إلى منع إنتاج هرمون التستوستيرون، المسؤول عن الدافع الجنسي لدى الرجال. رغم أن هذه الطريقة قد تبدو حلاً بسيطاً، يشير الخبراء والبيانات إلى حدودها وضرورة تبني مقاربة شاملة لمشكلة العنف الجنسي والعودة للجريمة.