
في كلمات قليلة
اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة تقل نشطاء دوليين كانت متجهة إلى قطاع غزة المحاصر في محاولة لكسر الحصار. أثار هذا الإجراء غضباً وإدانات واسعة من قبل شخصيات سياسية ونشطاء دوليين.
اعترضت البحرية الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح الاثنين السفينة "مادلين" (Madleen)، التي كانت تحاول الوصول إلى قطاع غزة كجزء من "تحالف أسطول الحرية" الدولي. كان على متن السفينة حوالي عشرة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، بما في ذلك الناشطة البيئية السويدية المعروفة غريتا تونبرغ ومجموعة من السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان الأوروبيين.
انطلقت السفينة من إيطاليا في الأول من يونيو بهدف معلن هو "كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة، الذي يواجه وضعاً إنسانياً كارثياً بعد أكثر من عام ونصف من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. تم إيقاف "مادلين" من قبل القوات الإسرائيلية قبالة سواحل غزة.
لم تحدد السلطات الإسرائيلية الموقع الدقيق للاعتراض، لكنها أشارت إلى أن السفينة سيتم توجيهها إلى ميناء أشدود جنوب إسرائيل. هناك، سيتم إنزال الركاب ومن المتوقع إعادتهم إلى بلدانهم. نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية صوراً تظهر عرض الطعام والماء على النشطاء على متن السفينة. كانت إسرائيل قد حذرت من نيتها إيقاف السفينة منذ اقترابها من الساحل المصري، مؤكدة حقها في الحفاظ على الحصار البحري على غزة.
أثار اعتراض السفينة موجة من الغضب والإدانة بين القوى السياسية اليسارية في فرنسا ودول أوروبية أخرى. وصفت حركة "فرنسا الأبية" (La France Insoumise) ما حدث بأنه "اعتقال غير قانوني" لـ"إنسانيين ونشطاء سلميين يشاركون في مهمة مدنية بحتة وغير عنيفة". وعبروا عن "أشد السخط".
أدان نواب في البرلمان الأوروبي من الأحزاب اليسارية، بمن فيهم ريما حسن ومانون أوبري، الذين كانوا على متن السفينة أو عبروا عن دعمهم للأسطول، الإجراءات الإسرائيلية. قالت مانون أوبري إن الاعتراض "غير قانوني بموجب القانون الدولي" لأن السفينة، حسب قولها، أوقفت في المياه الدولية، ولأن نواب البرلمان الأوروبي يتمتعون بالحصانة البرلمانية.
ومع ذلك، يشير خبراء في القانون الدولي إلى أنه وفقاً لتقرير بالمر الصادر عن الأمم المتحدة عام 2011، يحق لإسرائيل اعتراض السفن المتجهة إلى غزة، حتى في أعالي البحار، إذا كانت تحاول كسر الحصار. كما أن الحصانة البرلمانية، كقاعدة عامة، لا تشمل أعمال النشاط خارج نطاق ممارسة المهام الرسمية للنائب أو خارج أراضي الاتحاد الأوروبي، لا سيما في سياق تدابير الأمن البحري المتعلقة بالحصار.
كما عبر ممثلو أحزاب يسارية أخرى، مثل الشيوعيين والاشتراكيين، عن دعمهم للنشطاء. قال زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل إن الحكومة الإسرائيلية "تضيف الإهانة إلى اللاإنسانية".
أكدت السلطات الفرنسية أنها طلبت من إسرائيل السماح بعودة المواطنين الفرنسيين الستة الذين كانوا على متن السفينة في أقرب وقت ممكن. صرحت وزارة الخارجية الفرنسية أنها على اتصال بالسلطات الإسرائيلية لضمان الحماية القنصلية للفرنسيين وتسهيل عودتهم السريعة إلى وطنهم.