
في كلمات قليلة
صوّت البرلمان الفرنسي في قراءته الأولى لصالح مشروع قانون يمنح "الحق في المساعدة على الموت". هذه الخطوة الهامة في فرنسا لاقت ترحيباً من المؤيدين الذين اعتبروها "تاريخية"، لكنها قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الأوساط الطبية والدينية التي عبرت عن قلقها العميق.
صوّتت الجمعية الوطنية الفرنسية يوم الثلاثاء في القراءة الأولى لصالح مشروع قانون يمنح "الحق في المساعدة على الموت". يُعدّ هذا التصويت خطوة حاسمة في إصلاح كان قيد الإعداد منذ سنوات.
لقي إقرار مشروع القانون يوم الثلاثاء ترحيباً من قبل مؤيديه باعتباره "تصويتاً تاريخياً"، في حين لا يزال معارضوه، من العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى الممثلين الدينيين، يعربون عن "قلقهم العميق من عواقب" هذا الإصلاح الاجتماعي.
أشاد جوناثان دنيس، رئيس جمعية الحق في الموت بكرامة (ADMD)، التي طالما نادت بهذا الإصلاح، قائلاً: "حان وقت الفرح لمن يرون الأمل في نهاية حياة مسيطر عليها، خالية من المعاناة التي لا تطاق والاحتضار غير المجدي". لكنه أضاف: "ليس وقت الغرور بالنصر، فالوقت الممتد من الآن وحتى إصدار القانون سيكون طويلاً جداً لمن يعانون".
من جانبهم، ندد العاملون في مجال الرعاية الصحية ضمن الجمعية الفرنسية للرعاية التلطيفية (Sfap)، التي تقود المعركة ضد مشروع قانون "الحق في المساعدة على الموت"، بـ "تغيير جوهري لمهمة العاملين في مجال الرعاية". صرّحت رئيستها كلير فوركاد في بيان: "هذا النص حول المساعدة على الموت لا يستجيب لحالات استثنائية، بل يؤسس لمعيار جديد للموت". وأضافت أن "القانون يأتي في سياق حالي يعاني فيه توفير الرعاية الصحية من نقص فظيع، مما لا يسمح بالاختيار الحر". ومع ذلك، رحّبت الجمعية الفرنسية للرعاية التلطيفية بإقرار مشروع القانون المتعلق بالرعاية التلطيفية، واعتبرته يتضمن "ابتكارات مفيدة"، لكن العاملين في هذا المجال يرون أنه لا يلبي التحديات الناجمة عن نقص الموارد والمهنيين.
في بيان منفصل، جددت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا (CEF)، التي تعارض نص القانون حول الحق في الموت على غرار ممثلي الديانات الأخرى، "قلقها الشديد". يرى الأساقفة الفرنسيون أن الإقرار النهائي لهذا النص التشريعي "سيضر بشدة بالعقد الاجتماعي ونموذج الرعاية الصحية الفرنسي".
كما شجب النشطاء السابقون في حركة "الأسرة للجميع"، التي أصبحت الآن نقابة "الأسرة"، "إلغاء حظر القتل"، واعتبروه "تجاوزاً خطيراً".
تجدر الإشارة إلى أن النواب كانوا قد وافقوا بالإجماع في وقت سابق على نص قانون يتعلق بالرعاية التلطيفية، وهو جانب مكمل للمناقشات حول نهاية الحياة.