في كلمات قليلة
بعد حصار دام أكثر من 550 يوماً، سقطت الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في أيدي قوات الدعم السريع. يقدم الناجون شهادات مروعة عن مجازر وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها القوات شبه العسكرية.
سقطت الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد حصار دام أكثر من 550 يوماً. يروي الناجون من المدينة روايات مروعة عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة واغتصاب واتجار بالبشر على نطاق واسع وعملية إخفاء للجرائم المرتكبة أثناء سيطرة القوات شبه العسكرية على المدينة.
تشير شهادات الشهود إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم وحشية ضد المدنيين. ومن بين القصص المأساوية، قصة أسماء إبراهيم وزوجها عمار التيجاني، اللذين حاولا الفرار من المدينة المحاصرة. كان عمار قد أصيب برصاص قناص في ساقه وكان في المستشفى. وفي اليوم السابق لسقوط المدينة، اتفقا على اللقاء عند الفجر قرب المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل لمغادرة المدينة في عربة يجرها حمار مع أطفالهما الثلاثة.
«سوف ننجو، إن شاء الله»، قال عمار التيجاني لزوجته في آخر مكالمة هاتفية بينهما قبل ذلك بيوم.
ولكن في فجر الأحد، 26 أكتوبر، تمكنت قوات الدعم السريع من إحكام قبضتها على المدينة بالكامل. لم تسمع أسماء إبراهيم صوت زوجها مرة أخرى. اقتحمت القوات شبه العسكرية المدينة، وسحقت آخر جيوب المقاومة.
بعد الاستيلاء على الفاشر، حاولت قوات الدعم السريع إخفاء جرائمها، لكن شهادات الناجين تكشف عن صورة مروعة للعنف والدمار الذي اجتاح المدينة.